(الأصل الرابع
في بيان أنه لا يجب على الله تعالى فعل (١) شيء)
(قال الإمام الحجة) حجة الإسلام (أنه) سبحانه و (تعالى متفضل بالخلق) وهو الإيجاد مطلقا (والاختراع) وهو الإيجاد لا على مثال سابق ، ونعمة الإيجاد شاملة لكل موجود (و) هو سبحانه (متطوّل (٢) بتكليف العباد) أي : متفضل به عليهم ، حيث جعلهم أهلا لأن يخاطبهم بالأمر والنهي ، والطول الفضل والزيادة ، والمتطول والمتفضل تفنن في العبارة (وليس الخلق والتكليف واجبا عليه) سبحانه. (وقالت المعتزلة : وجب عليه ذلك) أي : كل من الخلق والتكليف (لما فيه من مصلحة العباد. اه) كلام حجة الإسلام (٣).
واعلم أنه قد اشتهر عن المعتزلة أنهم يوجبون أمورا خمسة : اللطف والثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ورعاية الأصلح للعباد والعوض عن الآلام ، (وقلّ من يذكر عنهم إيجاب ابتداء الخلق ، بل) الذي اشتهر ذكره عنهم أنه (إذا خلق) العبد (وكلّف) بالبناء للمفعول فيهما (وجب إقداره) على الأفعال التي كلف بها (وإزاحة علله ، وكل ما كان أصلح ما يمكن له في الدنيا والدين أو في الدين فقط مذهبان لهم) الأول للبغداديين والثاني للبصريين ، وهذا هو المعبر عنه بالأصلح من جملة الأمور الخمسة التي قدمنا ذكرها (٤).
(قال إمام الحرمين) في «الإرشاد» (بعد نقل ما ذكرنا عن البصريين) من
__________________
(١) سقطت في (م).
(٢) تطوّل عليه : امتن عليه. مختار الصحاح. ص ٣٠٢.
(٣) إحياء علوم الدين ، ١ / ١٦٤.
(٤) وهي : اللطف والثواب على الطاعة والعقاب على المعصية ورعاية الأصلح للعباد والعوض عن الآلام.