(الأصل التاسع) : يعني في ترتيب حجة الإسلام
(في بعثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام)
وسيأتي تعريف النبي والكلام فيه في آخر هذا الأصل.
(لا يستحيل بعثة الأنبياء) بل هي عندنا معشر أهل الحق أمر ممكن واقع قطعا ، إلا أن بعض حنفية ما وراء النهر قالوا : إنه واجب الوقوع ، كما سيأتي عنهم وعن صاحب «العمدة» (١) ، (خلافا للبراهمة) طائفة من الهند يعبدون صنما يسمونه «برهم» ، وقيل هم أصحاب «برهام» من حكماء الهند ، (قالوا : لا فائدة في بعثتهم ، إذ في العقل مندوحة عنهم) أي : سعة وغنية ، من ندحت الشيء : وسّعته.
(ومن المحققين من جعل القول باستحالتها) أي : البعثة (قسيما لقول البراهمة) وهو المولى سعد الدين (قال) في «شرح المقاصد» : («المنكرون للنبوة ؛ منهم من قال باستحالتها ولا اعتداد بهم ، ومنهم من قال بعدم الاحتياج) إليها (كالبراهمة» (٢) ، وهو) أي : ما قاله هذا المحقق (مخالف لقول الإمام الحجة) أبي حامد ، وهو الذي قدمه المصنف (و) لقول (كثير ممن رأيت) كلامه كإمام الحرمين ، والآمدي ، والنسفي في «العمدة» ، والصابوني في «البداية» ، وغيرهم ، إلا أن كلام الآمدي في «غاية المرام» يقتضي أن القائل بذلك بعض البراهمة ، فإنه بعد أن نقل عن البراهمة والصابئة القول بامتناع البعثة قال : إلا أن من البراهمة من اعترف برسالة آدم لا غير ، ومنهم من لم يعترف بغير إبراهيم (٣). ا ه.
__________________
(١) أبو البركات النسفي ، وقد تقدمت ترجمته ١٧٨.
(٢) شرح المقاصد ، ٥ / ٩.
(٣) غاية المرام ، ص ٣٣٩.