خليل الخليلي وهو ثقة (١) ، والظاهر أن الرجل السائل في حديث أبي أمامة هو أبو ذر (٢).
(تتمة) : للكلام في الأصل التاسع :
[شروط النبوة]
(شرط النبوة : الذكورة) لأن الأنوثة وصف نقص.
(وكونه أكمل أهل زمانه عقلا وخلقا) بفتح الخاء المعجمة وسكون اللام ، حال الإرسال ، وأما عقدة لسان السيد موسى قبل الإرسال فقد أزيلت بدعوته عند الإرسال بقوله : (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسانِي (٢٧) يَفْقَهُوا قَوْلِي) (سورة طه : ٢٧ ـ ٢٨) كما دل عليه قوله تعالى : (قالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يا مُوسى) (سورة طه : ٣٦).
(و) أكملهم (فطنة وقوة رأي) كما هو مقتضى كونه سائس الجميع ومرجعهم في المشكلات.
(والسلامة) بالرفع عطفا على «الذكورة» ، أي : وشرط النبوة السلامة (من دناءة الآباء ، و) من (غمز الأمهات) أي : الطعن بذكرهن بما لا يليق من أمر الفروج. (و) السلامة من (القسوة) لأن قسوة القلب موجبة للبعد عن جناب الرب ، إذ هي منبع المعاصي ؛ لأن القلب هو المضغة التي إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ، كما نطق به الحديث الصحيح (٣) ، وفي حديث حسنه الترمذي ورواه البيهقي : «إن أبعد الناس من الله القلب القاسي» (٤).
(و) السلامة من (العيوب) المنفّرة منهم (كالبرص والجذام ، و) من (قلة المروءة ، كالأكل على الطريق (٥) ، و) من (دناءة الصناعة كالحجامة) ، لأن النبوة
__________________
(١) في مجمع الزوائد للهيثمي : (٨ / ٣٨٤) رقم ١٣٨٠٧ : ، قوله : أحمد بن خليد الحلبي.
(٢) هو أبو ذر الغفاري. انظر : المسند : ٥ / ٢٦٦. و ٥ / ١٧٨ ـ ١٧٩.
(٣) رواه البخاري في الإيمان ، باب فضل من استبرأ لدينه رقم : (٥٢) ، ومسلم رقم : (١٥٩٩) ، وأبو داود (٣٣٢٩) ، والترمذي (١٢٠٥) ، النسائي ٧ / ٢٤١.
(٤) أخرجه البيهقي في شعب الإيمان باب في حفظ اللسان ، رقم ٤٩٥١ ، ٤٩٥٢.
(٥) الأكل على الطريق راجع إلى العرف ، وربما أقر النبي صلىاللهعليهوسلم هذا العمل أو أنكره ، فإن مثله مما هو راجع إلى النبي صلىاللهعليهوسلم بالذات ، وقد جاء شرع الإسلام بالنهي عن الأكل في الطرقات ، ولكن الكلام هنا حول الشروط القطعية.