له فرقتين (١) ، (وتسليم الحجر) عليه قبل النبوة وبعدها (٢) ، وما قبل النبوة من الخوارق يسمى عندهم إرهاصا ، أي : تأسيسا للنبوة وتمهيدا ، من : أرهصت الحائط : إذا أسسته ، ولا يسمى معجزة ، (وسعي الشجر إليه (٣) ، وحنين الجذع الذي كان يخطب إليه لمّا انتقل إلى المنبر عنه (٤) ، ونبع الماء من بين أصابعه بالمشاهدة (٥)) ممن حضره ، سواء قلنا : إنه نابع من الأصابع نفسها ، أو أنها تكثير للماء القليل بخلق ماء آخر معه ببركة وضع الأصابع فيه.
(وشرب القوم والإبل الكثير) عددهم وعددها (من الماء القليل الذي مج فيه بعد ما نزحت البئر في الحديبية (٦)) بتخفيف الياء الأخيرة وتشديدها وهي مكان
__________________
(١) حديث انشقاق القمر : أخرجه البخاري عن عبد الله بن مسعود ، في كتاب : المناقب باب سؤال المشركين أن يريهم النبي صلىاللهعليهوسلم آية ، قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم شقتين ، فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «اشهدوا» صحيح البخاري ، رقم ٣٤٣٧ و ٣٦٥٦. وأخرجه مسلم ، رقم ٢٨٠٠.
(٢) في أحاديث منها : عن جابر بن سمرة رضي الله عنه أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «إن بمكة حجرا كان يسلم عليّ ليالي بعثت ، إني لأعرفه الآن». رواه مسلم برقم : (٢٢٧٧). والترمذي برقم : (٣٦٢٨).
(٣) في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : بم أعرف أنك رسول الله؟ قال : «إن دعوت هذا العذق من النخلة ، تشهد أني رسول الله؟» فدعاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فجعل العذق ينزل من النخلة حتى سقط إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وقال : السلام عليك يا رسول الله ، ثم قال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ارجع إلى موضعك» فعاد إلى موضعه والتأم ، فأسلم الأعرابي عند ذلك. رواه الترمذي برقم : (٣٦٣٢). وفي الحديث كلام ، وأصح منه ما رواه البخاري برقم : (٣٦٤٦) في فضائل أصحاب النبي باب ذكر الجن ، ومسلم برقم : (٤٥٠) عن معن بن عبد الرحمن قال سمعت أبي يعني عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود قال : سألت مسروقا : من آذن النبي صلىاللهعليهوسلم بالجن ليلة استمعوا القرآن؟ فقال : حدثني أبوك يعني عبد الله بن مسعود أنه قال : آذنت بهم شجرة.
(٤) روى البخاري برقم : (٣٣٩١ ـ ٣٣٩٢) في الجمعة باب الخطبة على المنبر ، والنسائي برقم :
(١٣٩٦) في الجمعة وغيرهما ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : كان في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم جذع في قبلته يقوم إليه رسول الله صلىاللهعليهوسلم في خطبته ، فلما وضع المنبر سمعنا للجذع مثل أصوات العشار أي : النوق ، حتى نزل رسول الله صلىاللهعليهوسلم فوضع يده عليه.
(٥) كما في البخاري من حديث أنس قال : أتي النبي صلىاللهعليهوسلم بإناء ، وهو بالزوراء ، فوضع يده في الإناء ، فجعل الماء ينبع من بين أصابعه ، فتوضأ القوم». صحيح البخاري ، كتاب المناقب ، باب علامات النبوة ، رقم ٣٣٧٩ ـ ٣٣٨٢.
(٦) حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما : قال عطش الناس يوم الحديبية ورسول الله صلىاللهعليهوسلم بين يديه ركوة ، فتوضأ منها ، ثم أقبل الناس نحوه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما لكم؟» قالوا : يا رسول الله ليس عندنا ماء نتوضأ به ولا نشرب ، إلا ما في ركوتك ، قال : فوضع النبي صلىاللهعليهوسلم يده في الركوة ، فجعل الماء يفور من بين أصابعه كأمثال العيون ، قال : فشربنا وتوضأنا. قال جابر : لو كنا مائة ألف لكفانا ، كنا خمس عشرة مائة. رواه البخاري برقم : (٣٣٨٣) في الأنبياء باب علامات النبوة. ومسلم برقم : (١٨٥٦).