(الأصل الثامن
فضل الصحابة الأربعة)
الخلفاء (على حسب ترتيبهم في الخلافة) أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي رضي الله عنهم ، (إذ حقيقة الفضل ما هو فضل عند الله تعالى ، وذلك لا يطلع عليه إلا رسول صلىاللهعليهوسلم) باطلاع الله سبحانه ، (وقد ورد عنه ثناؤه عليهم كلهم ، ولا يتحقق إدراك حقيقة تفضيله عليه) الصلاة و (السلام لبعضهم على بعض إن لم يكن) دليل (سمعي يصل إلينا ، قطعي في دلالته) وسنده ، (إلا الشاهدون لذلك الزمان) يعني زمان الوحي والتنزيل وأحوال النبي صلىاللهعليهوسلم معهم وأحوالهم معه ، (لظهور قرائن الأحوال) الدالة على التفضيل (لهم) دون من لم يشهد ذلك ، (و) لكن (قد) وصل إلينا سمعيات (ثبت ذلك) التفضيل بها.
(لنا صريحا): من بعضها (ودلالة) واستنباطا من بعضها ، (كما في صحيح البخاري) بل في الصحيحين (من حديث عمرو بن العاص) رضي الله عنه (حين سأله) أي حين سأل عمرو النبي (عليه) الصلاة و (السلام) فقال : (من أحب الناس إليك من الرجال ، فقال : «أبوها» يعني عائشة رضي الله عنها) وهذا اختصار للحديث ، ولفظه في الصحيح : قلت : أي الناس أحب إليك؟ قال : «عائشة» فقلت : من الرجال؟ فقال : «أبوها» ، قلت : ثم من؟ قال : «عمر بن الخطاب» (١) ، فعد رجالا ، وفي رواية : لست أسألك عن أهلك إنما أسألك أصحابك.
(وتقديمه في الصلاة على ما قدمناه ، مع أن الاتفاق) واقع (على أن السنة
__________________
(١) أخرجه البخاري في فضائل الصحابة ، باب قول النبي صلىاللهعليهوسلم : لو كنت متخذا خليلا ، رقم ٣٤٦٢ ، وأخرجه برقم ٤١٠٠.