(الخاتمة
في بحث الإيمان)
والنظر فيه في مواضع ثلاثة في : (مفهومه ، و) في (متعلقه ، و) في (حكمه).
(أما النظر الأول) ففي مفهوم الإيمان لغة وشرعا.
أما مفهومه لغة :
فهو التصديق مطلقا ، كما سيذكره المصنف فيما بعد ، وهمزة «آمن» للتعدية ، أو الصيرورة ؛ فعلى الأول كأن المصدق جعل الغير آمنا من تكذيبه ، وعلى الثاني كأن المصدق صار ذا أمن من أن يكون مكذوبا.
وباعتبار تضمنه معنى الإقرار والاعتراف يعدّى بالباء ، كما في قوله تعالى : (آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَيْهِ) (سورة البقرة : ٢٨٥) ، وباعتبار تضمنه معنى الإذعان والقبول يعدّى باللام ، ومنه (فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ) (سورة العنكبوت : ٢٦).
والحكم الواحد يقع تعليقه بمتعلقات متعددة باعتبارات مختلفة ، مثل : آمنت بالله ، أي بأنه واحد متصف بكل كمال منزه عن كل وصف لا كمال فيه ، وآمنت بالرسول ، أي بأنه مبعوث من الله صادق فيما أخبر به ، وآمنت بالملائكة أي بأنهم عباد الله المكرمون المعصومون ، وآمنت بكتب الله ، أي بأنها منزلة من عنده وكل ما تضمنته حق وصدق.
وأما مفهومه شرعا :
ففيه أقوال ؛ حكى المصنف منها أربعة :
فالأول : أنه تصديق خاص ، بيّنه بقوله : (فقيل :) الإيمان (هو التصديق بالقلب فقط) أي : قبول القلب وإذعانه لما علم بالضرورة أنه من دين محمد صلىاللهعليهوسلم ،