٥١ ـ وأخبرنا أبو محمد عبد الله بن يوسف الأصبهاني ، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي ، حدّثنا الحسن بن / محمد بن الصباح الزعفراني ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدّثنا أبو الأحوص ، عن منصور ، عن سعد بن عبيدة ، عن أبي عبد الرحمن السلميّ ، عن علي قال : كنّا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في جنازة فذكر معناه.
رواه مسلم في «الصحيح» عن أبي بكر بن أبي شيبة (١) ، وروي ذلك ـ أيضا ـ عن مسلم البطين ، عن أبي عبد الرحمن السلميّ ، عن علي. قال أبو سليمان الخطابي ـ رحمهالله ـ :
«[المخصرة] (٢) عصا خفيفة. والنفس المنفوسة : هي المولودة ، وهذا الحديث إذا تأملته أصبت منه الشفاء فيما يتخالجك من أمر القدر وذلك أنّ السائل رسول الله صلىاللهعليهوسلم والقائل له أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل ، لم يترك شيئا مما يدخل في أبواب المطالبات والأسئلة الواقعة في باب التجويز والتعديل إلّا وقد طالب به وسأل عنه ، فأعلمه صلىاللهعليهوسلم أن القياس في هذا الباب متروك ، والمطالبة عليه ساقطة ، وأنّه أمر لا يشبه الأمور المعلولة (٣) التي عقلت معانيها وجرت معاملات البشر فيما بينهم عليها ، وأخبر أنّه إنّما أمرهم بالعمل ليكون أمارة (٤) في الحال العاجلة
__________________
(١) كتاب القدر ٤ / ٤٠.
(٢) في الأصل [المحضو] والتصويب من «معالم السنن» (٤ / ٢٩٣).
(٣) في «معالم السنن» (٤ / ٢٩٣) : (المعقولة).
(٤) هذا قول الأشاعرة المبتدعة المنكرين لتأثير الأسباب في مسبباتها ، والخطّابي أحدهم ، والبيهقي على أثره ، ولذا فلا غرابة!
إذا يزعم الأشاعرة أن الأسباب أعلام وأمارات يكون عندها المسبب لا بها! «قالوا : وهكذا أحكم الطاعات مع الثواب ، والكفر والمعاصي مع العقاب ، هي أمارات محضة لوقوع الثواب والعقاب ، لا أنّها أسباب له ، وهكذا عندهم الكسر مع الانكسار ، والحرق مع الاحتراق ، والإزهاق مع القتل ، ليس شيء من ذلك سببا البتة ، ولا ارتباط بينه وبين ما يترتب عليه ، إلا مجرد الاقتران العادي ، لا التأثير السببي وخالفوا بذلك المسّ والعقل ، والشرع والفطرة ، وسائر طوائف العقلاء ، بل أضحكوا عليهم العقلاء» [الجواب الكافي / لابن قيم الجوزية / ص ١٥]. والذي عليه أهل السنّة «أن المقدور قدّر بأسباب فمتى أتى العبد ـ