وإذا طلبت لهذا الشأن نظيرا يجمع لك هذين المعنيين فاطلبه في باب أمر الرزق المقسوم مع الأمر بالكسب وأمر الأجل المصروف في العمر مع الصالح بالطلب ، فإنك تجد المغيب منها علّة موجبة والظاهر البادي سببا مخيلا ، وقد اصطلح الناس خواصهم وعوامهم على أنّ الظاهر منها لا يترك للباطن» (١).
قال الشيخ : «وسمعت الشريف أبا الفتح ناصر بن الحسين العمري يقول : سمعت الإمام أبا الطيب سهل بن محمد بن سليمان ـ رحمهالله ـ يقول : وأظنني سمعته منه : «أعمالنا أعلام الثواب والعقاب» (٢).
٥٢ ـ أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري ، وأبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار السكري في آخرين قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفّار ، حدّثنا الحسن بن عرفة ، حدّثنا إسماعيل بن علية ، عن يزيد ، عن مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير (٣) ، عن عمران بن حصين قال : قال رجل يا رسول الله : أعلم أهل الجنة من أهل النار؟ قال : «نعم» قال : ففيم يعمل العاملون؟ قال : «اعملوا فكلّ ميسر» ـ أو كما قال ـ.
رواه مسلم في «الصحيح» عن محمد بن عبد الله بن نمير ، عن إسماعيل بن عليّة (٤).
٥٣ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن القاضي ، حدّثنا إبراهيم بن الحسين ، حدّثنا آدم ، حدّثنا شعبة ، حدّثنا يزيد الرّشك قال : سمعت مطرّف بن عبد الله بن الشّخّير ، يحدث عن عمران بن حصين قال : قال رجل يا رسول الله / أيعرف أهل الجنّة من أهل النّار؟ قال : «نعم» قال : فلم يعمل العاملون؟ قال : «كلّ يعمل لما خلق له ، أو لما يسّر له».
__________________
(١) «معالم السنن» (٧ / ٦٢ ، ٦٣).
(٢) «معالم السنن» (٤ / ٢٩٣).
(٣) في الأصل [شخير] والصواب ما أثبت.
(٤) كتاب القدر (٤ / ٢٠٤١).