زَكَّاها وَقَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها) (١) يقول : قد أفلح من زكى الله نفسه ، وقد خاب من دس الله نفسه ، فأضله الله.
٣٥٦ ـ أخبرنا أبو القاسم الحرفي ـ ببغداد ـ أنا حمزة بن محمد بن العباس ، أنا محمد بن إسماعيل ح.
٣٥٧ ـ وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد الصفّار ، أنا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ، أنا أبو صالح عبد الله بن صالح قال : حدثني معاوية بن صالح أنّ أبا الزاهرية حدّثه عن كثير بن مرة ، عن ابن الدّيلمي أنّه لقي سعد بن [أبي] (٢) وقاص فقال له : إنّي شككت في بعض أمر القدر ، فحدّثني لعل الله ـ عزوجل ـ يجعل لي عندك فرجا قال : نعم يا بني حق ، لو عذّب الله ـ عزوجل ـ أهل السماء وأهل الأرض عذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته إياهم خيرا لهم من أعمالهم ، ولو أنّ لامرئ مثل أحد ذهبا ينفقه في سبيل الله ـ عزوجل ـ حتى ينفد ، ثمّ لم يؤمن بالقدر خيره وشره لم يقبل منه ، ولا عليك أن تأتي عبد الله بن مسعود. فذهب ابن الدّيلمي إلى عبد الله بن مسعود فقال له مثل مقالة سعد فقال ابن مسعود : ولا عليك أن تلقى أبيّ بن كعب. فذهب ابن الدّيلمي إلى أبيّ بن كعب فقال مثل مقالته لابن مسعود فقال له أبيّ مثل مقالة صاحبه ، فقال أبيّ : ولا عليك أن تلقى زيد بن ثابت. فذهب ابن الدّيلمي إلى زيد بن ثابت فقال له : إنّي شككت في بعض أمر القدر فحدثني لعل الله ـ عزوجل ـ يجعل لي عندك منه فرجا ، قال زيد : نعم يا ابن أخي إني سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «إنّ الله ـ عزوجل ـ لو عذّب أهل السماء والأرض عذبهم وهو غير ظالم لهم ، ولو رحمهم كانت رحمته إياهم خير لهم من أعمالهم ، ولو أنّ لامرئ مثل أحد ذهبا / فأنفقه في سبيل الله حتى ينفد ولا يؤمن بالقدر خيره وشره دخل النّار».
__________________
(١) سورة الشمس ، الآية رقم (٨ ، ٩).
(٢) ساقطة من الأصل.