من أجل القدر ، فلقيه يوما في الطريق فسأله فقال : يا أبا سعيد ، (وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ) (١) قال : نعم ، أهل رحمته لا يختلفون ، قال : فقوله : (وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ) (٢) قال : خلق هؤلاء للجنّة وهؤلاء للنّار قال : فقال الرجل : لا أسأل عن الحسن بعد اليوم.
٥١٣ ـ وبإسناده قال : نا سليمان بن حرب نا أبو هلال قال : دخلت أنا ونصر أبو خزيمة على الحسن وذاك يوم جمعة ولم يكن جمع فقلت : يا أبا سعيد ، أما جمعت؟ فقال : أردت ذاك ولكن منعني قضاء الله عزوجل.
٥١٤ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العبّاس محمد بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا عبد الوهاب بن عطاء ، نا عوف ، عن الحسن قال : خلق الله الخلق بقدر ، وخلق الآجال بقدر ، وخلق الأرزاق بقدر ، وخلق العافية بقدر ، وخلق / البلاء بقدر ، وأمر ونهى.
٥١٥ ـ أخبرنا أبو الحسن محمّد بن أبي المعروف المهرجاني ، أنا بشر بن أحمد المهرجاني ، نا أحمد بن الحسين بن نصر الحذاء ، أنا علي بن المديني نا [عمر] (٣) بن حازم نا عاصم الأحول ، عن الحسن قال : إنّ الله خلق خلقا ، وقدر رزقا ، وقدر المصيبة ، وقدر عافية ، فمن كذّب بشيء من هذا فقد كذّب بالقرآن.
٥١٦ ـ قال : وحدّثنا علي ، حدّثنا عبد الرزاق ، عن معمر عن الحسن : من كذّب بالقدر كذّب بالقرآن.
٥١٧ ـ أخبرنا أبو علي الروذباري ، أنا أبو بكر بن داسة ، نا أبو داود ، نا محمد عن عبيد ، أنا سليمان عن ابن عون قال : كنت أسير بالشام فناداني رجل من خلفي فالتفت فإذا رجاء بن حياة فقال : يا أبا
__________________
(١) سورة هود ، الآية رقم (١١٨ ، ١١٩).
(٢) سورة هود ، الآية رقم (١١٨ ، ١١٩).
(٣) في الأصل [محمد] وما أثبت من مصادر ترجمته.