٥٤٨ ـ أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطّان ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا العبّاس بن الوليد بن صبح ، نا عبيد بن أبي السائب قال : حدثني أبي قال : قال لي رجاء بن حياة : إذا أتيت بلال بن سعد فقل له : إنّ رجاء بعثني إليك وقد كره / أن يقرأ عليك السلام ويقول : اللهم إنّه بلغني أنك تتكلم بكلام من كلام المكذبين بمقادير الله ـ عزوجل ـ فإن كان وقع ذلك في نفسك فقد وقع في نفسك شر ، وإن يك ذلك زيغا أو خطأ فراجع من قريب ، حتى يعلم المكذبون بمقادير الله أن قد فارقتهم وتركت ما هم عليه.
٥٤٩ ـ قال : وحدّثنا العبّاس ، نا مروان بن محمّد قال : حدّثني سعيد بن عبد العزيز قال : رمي بلال بن سعد بالقدر ، فأصبح فتكلم في قصصه فقال : رب مسرور مغبون ، والويل لمن له الويل ولا يشعر ، يأكل ويشرب وقد حق عليه في علم الله أنّه من أهل النّار ، أو نحوه.
٥٥٠ ـ أخبرنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن الفضل القطّان ـ ببغداد ـ أنا أبو سهل بن زياد القطّان ، نا عبد الله بن روح ، نا شبابة بن سوار ، نا الحكم بن عمر الرعينيّ قال : أرسلني خالد بن عبد الله إلى قتادة وهو بالحيرة أسأله عن مسائل فكان فيما سألت قلت : أخبرني عن قول الله ـ عزوجل ـ (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصارى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا) (١) هم مشركو العرب؟ قال : لا ؛ ولكنهم الزنادقة المنانية الذين يجعلون لله شريكا في خلقه ، قالوا : إنّ الله يخلق الخير ، وإن الشيطان يخلق الشر ، وليس لله على الشيطان قدرة.
٥٥١ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه أنا محمّد بن يونس ، نا سعيد بن عامر ، أنا جويرية بن أسماء ، عن سعيد بن أبي عروبة قال : سألت قتادة عن القدر قال : تسألني عن رأي العرب والعجم ، إنّ العرب في جاهليتها وإسلامها كانت تثبت القدر ، وأنشدني في ذلك بيت شعر :
__________________
(١) سورة الحج ، الآية رقم (١٧).