الجزء الثالث
(تِلْكَ الرُّسُلُ (١) فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَآتَيْنا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّناتِ وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَيِّناتُ وَلكِنِ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شاءَ اللهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلكِنَّ اللهَ يَفْعَلُ ما يُرِيدُ (٢٥٣) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفاعَةٌ وَالْكافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٥٤))
شرح الكلمات :
(تِلْكَ الرُّسُلُ) : أولئك الرسل الذين قص الله تعالى على رسوله بعضا منهم وأخبره أنه منهم في قوله (وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) في الآية قبل هذه.
(مَنْ كَلَّمَ اللهُ) : كموسى عليهالسلام.
(وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ) : وهو محمد صلىاللهعليهوسلم حيث فضله (٢) تفضيلا على سائر الرسل.
(الْبَيِّناتِ) : المعجزات الدالة على صدق عيسى في نبوته ورسالته.
(بِرُوحِ الْقُدُسِ) : جبريل عليهالسلام كان يقف دائما إلى جانب عيسى يسدده ويقويه إلى أن رفعه الله تعالى إليه.
(اقْتَتَلُوا) : قتل بعضهم بعضا.
(أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْناكُمْ) : النفقة الواجبة وهي الزكاة ، ونفقة التطوع المستحبة.
__________________
(١) روى أحمد عن أبي ذر أنه سأل النبي صلىاللهعليهوسلم قائلا : أي الأنبياء كان أول؟ قال «آدم قلت رسول ونبي كان؟ قال نعم نبيّ مكلّم قلت يا رسول الله كم المرسلون؟ قال : ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا».
(٢) شاهده قوله صلىاللهعليهوسلم : «أنا سيد ولد آدم ولا فخر» ومع هذا زيادة في كماله قال : «لا تفضلوني على موسى». وقال على يونس بن متى : «فصلّى الله عليه ما أرفع مقامه».