في سبيل الله أي لأجل عبادته ونصرة دينه ثم مات في طريق هجرته وإن لم يصل إلى دار الهجرة فقد وجب أجره على الله تعالى وسيوفاه كاملا غير منقوص ، ويغفر الله تعالى له ما كان من تقصير سابق ويرحمه فيدخله جنته. إذ قال تعالى : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ (١) بَيْتِهِ مُهاجِراً إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ ، ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللهِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً).
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ وجوب الهجرة (٢) عندما يحال بين المؤمن وعبادة ربه تعالى إذ لم يخلق إلا لها.
٢ ـ ترك الهجرة كبيرة من كبائر الذنوب يستوجب صاحبها دخول النار.
٣ ـ أصحاب الأعذار كما سقط عنهم واجب الجهاد يسقط عنهم واجب الهجرة.
٤ ـ فضل الهجرة في سبيل الله تعالى
٥ ـ من مات في طريق هجرته أعطى أجر المهاجر كاملا غير منقوص وهو الجنة.
(وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكافِرِينَ كانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِيناً (١٠١) وَإِذا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرائِكُمْ وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ
__________________
(١) روى ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنّ ضمرة بن جندب خرج إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فمات في الطريق قبل أن يصل إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فنزلت هذه الآية : (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ ..) الخ.
(٢) الهجرة : هي الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام وهي فريضة من فرائض الإسلام ، وهي هجر متعددة منها الهجرة من بلاد البدعة ، قال مالك : لا يحل لمؤمن أن يقيم بأرض يسب فيها السلف الصالح. ومنها الخروج من أرض غلب عليها الحرام ، إذ طلب الحلال فريضة ، ومنها أن يؤذى المسلم في دينه أو عرضه أو ماله ، ومنها الخوف من المرض ما لم يكن طاعونا ، فإنّه يحرم الفرار منه ، ومنها أن لا يكون في بلدة من يعرف أحكام الشريعة فيها جر لطلب ذلك.