شرح الكلمات :
(الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ) : الخمر (١) : كل مسكر كيفما كانت مادته وقلّت أو كثرت ، والميسر :
القمار. (٢)
(وَالْأَنْصابُ) : الأنصاب : جمع نصب. ما ينصب للتقرب به إلى الله أو التبرك به ، أو لتعظيمه كتماثيل الرؤساء والزعماء في العهد الحديث.
(الْأَزْلامُ) : جمع زلم : وهي عيدان يستقسمون بها في الجاهلية لمعرفة الخير من الشر والربح من الخسارة ، ومثلها قرعة الأنبياء ، وخط الرمل ، والحساب بالمسبحة.
(رِجْسٌ) : الرجس : المستقذر حسا كان أو معنى ، إذ المحرمات كلها خبيثة وإن لم تكن مستقذرة.
(مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) : أي مما يزيّنه للناس ويحببه إليهم ويرغبهم فيه ليضلهم.
(فَاجْتَنِبُوهُ) : اتركوه جانبا فلا تقبلوا عليه بقلوبكم وابتعدوا عنه بأبدانكم.
(تُفْلِحُونَ) : تكملون وتسعدون في دنياكم وآخرتكم.
(وَيَصُدَّكُمْ) : أي يصرفكم.
(فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) : أي انتهوا فالإستفهام للأمر لا للإستخبار.
(جُناحٌ فِيما طَعِمُوا) : أي إثم فيما شربوا من الخمر وأكلوا من الميسر قبل تحريم ذلك.
معنى الآيات :
لمّا نهى الله تعالى المؤمنين عن تحريم ما أحل الله تعالى لهم بيّن لهم ما حرّمه عليهم ودعاهم إلى تركه واجتنابه لضرره بهم ، وإفساده لقلوبهم وأرواحهم فقال تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ (٣) آمَنُوا) أي يا من صدقتم بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا اعلموا (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
__________________
(١) صحّ عن عمر رضي الله عنه أنّه خطب يوما فقال : أيّها الناس ألا إنّه قد نزل تحريم الخمر يوم نزل وهي من خمسة : من العنب والتمر ، والعسل والحنطة والشعير» والخمر ما خامر العقل أي : ستره وغطّاه فأصبح المرء يهذي ويقول الخطأ والصواب.
(٢) ما دامت علّة التحريم في الخمر والميسر هي إثارة العداوة بين إخوة الإيمان ، والصدّ وهو الإلهاء عن ذكر الله وعن الصلاة فإن كل ما ينشأ عنه إثارة العداوة والصدّ عن الذكر والصلاة فهو حرام.
(٣) هذه الآية نزلت بعد وقعة أحد وكانت في السنة الثالثة من الهجرة أي في آخرها ولكنها وقعت هنا في سورة المائدة بعد نزولها وهذه الآية هي الناسخة لإباحة الخمر ويروى في سبب نزولها أن ملاحاة كانت بين سعد بن أبي وقاص ورجل من الأنصار سببها شرب خمر في ضيافة لهم.