(مِنْ إِمْلاقٍ) : من فقر.
(الْفَواحِشَ) : جمع فاحشة كل ما قبح واشتد قبحه كالزنى والبخل.
(حَرَّمَ اللهُ) : أي حرم قتلها وهي كل نفس إلا نفس الكافر المحارب.
(إِلَّا بِالْحَقِ) : وهو النفس بالنفس وزنى المحصن ، والردة.
(بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) : أي بالخصلة التي هي أحسن.
(أَشُدَّهُ) : الإحتلام مع سلامة العقل.
(بِالْقِسْطِ) : أي بالعدل.
(إِلَّا وُسْعَها) : طاقتها وما تتسع له.
(تَذَكَّرُونَ) : تذكرون فتتعظون.
(السُّبُلَ) : جمع سبيل وهي الطريق.
معنى الآيات :
ما زال السياق في إبطال باطل العادلين بربهم المتخذين له شركاء الذين يحرمون بأهوائهم ما لم يحرمه الله تعالى عليهم فقد أمر تعالى رسوله في هذه الآيات الثلاث أن يقول لهم : (تَعالَوْا (١) أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ) لا ما حرمتموه أنتم بأهوائكم وزينه لكم شركاؤكم. ففي الآية الأولى جاء تحريم خمسة أمور وهي : الشرك ، وعقوق الوالدين ، وقتل الأولاد ، وارتكاب الفواحش ، وقتل النفس فقال تعالى : (قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ (٢) رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً) فأن تفسيرية ، (٣) ولا ناهية وهذا أول محرم وهو الشرك بالله تعالى ، (وَبِالْوالِدَيْنِ إِحْساناً) ، وهذا أمر إذ التقدير وأحسنوا بالوالدين إحسانا ، والأمر بالشيء نهي عن ضده فالأمر بالإحسان يقتضي تحريم الإساءة والإساءة إلى الوالدين هي عقوقهما ، فكان عقوق الوالدين محرما داخلا ضمن المحرمات المذكورة في هذه الآيات الثلاث. (وَلا تَقْتُلُوا
__________________
(١) أي أقبلوا وتقدموا وما موصولة بمعنى الذي حرم ربكم عليكم وفي الآية دليل على وجوب بيان المحرمات للأمة حتى تتجنبها ، والعلماء منوط بهم ذلك.
(٢) هذه الآيات الثلاثة : قل تعالوا أتل إلى قوله تتقون تضمنت عشرا من الوصايا قال ابن عباس هي محكمات وأجمعت الشرائع الإلهية على تقريرها والعمل بها.
(٣) أي فسرت المحرم وهو الشرك بالله تعالى ، وهو أول المحرمات وقدم لأنه أخطرها وأضرها بالإنسان.