يَخْصِفانِ عَلَيْهِما مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَناداهُما رَبُّهُما أَلَمْ أَنْهَكُما عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُما إِنَّ الشَّيْطانَ لَكُما عَدُوٌّ مُبِينٌ (٢٢))
شرح الكلمات :
(وَزَوْجُكَ) : هي حواء التي خلقها الله تعالى من ضلع آدم الأيسر.
(الْجَنَّةَ) : دار السّلام التي دخلها رسول الله صلىاللهعليهوسلم ليلة الإسراء والمعراج.
(مِنَ الظَّالِمِينَ) : أي لأنفسهم.
(فَوَسْوَسَ) : الوسوسة : الصوت الخفي ، وسوسة (١) الشيطان لابن آدم إلقاء معان فاسدة ضارة في صدره مزينة ليعتقدها أو يقول بها أو يعمل.
(لِيُبْدِيَ (٢) لَهُما ما وُورِيَ) : ليظهر لهما ما ستر عنهما من عوراتهما.
(وَقاسَمَهُما) : حلف لكل واحد منهما.
(فَدَلَّاهُما بِغُرُورٍ) : أي أدناهما شيئا فشيئا بخداعه وتغريره حتى أكلا من الشجرة.
(وَطَفِقا يَخْصِفانِ) : وجعلا يشدان عليهما من ورق الجنة ليسترا عوراتهما.
معنى الآيات :
ولما طرد الرحمن إبليس من الجنة نادى آدم قائلا له (يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ) أي حواء (الْجَنَّةَ فَكُلا مِنْ حَيْثُ شِئْتُما) يعني من ثمارها وخيراتها ، (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) أشار لهما إلى شجرة من أشجار الجنة معينة ، ونهاهما عن الأكل منها ، وعلمهما أنهما إذا أكلا منها كانا من الظالمين المستوجبين للعقاب ، واستغل إبليس هذه الفرصة التي أتيحت له فوسوس (٣) لهما مزينا لهما الأكل من الشجرة قائلا لهما (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ
__________________
(١) الوسواس اسم للشيطان أيضا قال تعالى : (مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ).
(٢) اللام : لام العاقبة والصيرورة.
(٣) ذهب الأولون مذاهب في تحديد كيفية اتصال إبليس بآدم وحوارهما في الجنة وهو خارج منها حتى وسوس لهما فأكلا من الشجرة التي لم يأذن الله تعالى لهما في الأكل منها إلّا أن المخترعات الحديثة بيّنت لنا كيفية ذلك الاتصال وبيانه : ان الإنسان في نفسه قابلية لتلقي الوسواس أشبه ما تكون بجهاز اللاسلكي بواسطتها يتم الاتصال بين الإنسان وعدّوه إبليس وذريته