(مُسْتَقَرٌّ) : مكان استقرار وإقامة.
(مَتاعٌ إِلى حِينٍ) : تمتع بالحياة إلى حين انقضاء آجالكم.
معنى الآيات :
ما زال السياق في الحديث عن آدم عليهالسلام ، أنه لما ذاق آدم وحواء الشجرة وبدت لهما سؤاتهما وعاتبهما ربهما على ذلك قالا معلنين عن توبتهما : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا) (١) أي بذوق الشجرة (وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا) أي خطيئتنا هذه (لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ) أي الهالكين ، وتابا فتاب الله تعالى عليهما وقال لهم اهبطوا إلى الأرض إذ لم تعد الجنة في السماء دارا لهما بعد ارتكاب المعصية ، إن إبليس عصا بامتناعه عن السجود لآدم ، وآدم وحواء بأكلهما من الشجرة وقوله (بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ) أي اهبطوا إلى الأرض (٢) حال كون بعضكم لبعض عدوا ، إبليس وذريته عدو لآدم وبنيه ، وآدم وبنوه عدو لإبليس وذريته ، (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ) أي مقام استقرار ، (وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) أي تمتع بالحياة إلى حين انقضاء الآجال وقوله تعالى (فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ) (٣) يريد من الأرض التي أهبطهم إليها وهي هذه الأرض التي يعيش عليها بنو آدم ، والمراد من الخروج الخروج من القبور إلى البعث والنشور.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ قول آدم وحواء : (رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا ..) الآية هو الكلمة التي ألقاها تعالى إلى آدم فتلقاها عنه فتاب عليه بها.
٢ ـ شرط التوبة الاعتراف بالذنب وذلك بالاستغفار أي طلب المغفرة.
٣ ـ شؤم الخطيئة كان سبب طرد إبليس من الرحمة ، وإخراج آدم من الجنة.
٤ ـ لا تتم حياة للإنسان على غير الأرض ، ولا يدفن بعد موته في غيرها لدلالة آية (فِيها تَحْيَوْنَ وَفِيها تَمُوتُونَ وَمِنْها تُخْرَجُونَ).
__________________
(١) أي : يا ربنا ، حذف حرف النداء لقربه منهما سبحانه وتعالى إذ ينادى بحرف النداء البعيد.
(٢) قال ابن كثير : لو كان في تعيين الأماكن التي هبط فيها آدم وحواء وإبليس فائدة تعود على المكلّفين في دينهم أو دنياهم لذكرها الله تعالى.
(٣) أي : للحساب والجزاء على الكسب في الدنيا من خير وشرّ.