(وَالضَّرَّاءِ) : الحالة المضرة كالأمراض والغلاء وشدة المؤونة.
(يَضَّرَّعُونَ) : يدعون الله تعالى ويتضرعون إليه ليكشف عنهم السوء.
(مَكانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ) : أي بدل الغلاء الرخاء ، وبدل الخوف الأمن ، وبدل المرض الصحة.
(حَتَّى عَفَوْا) : كثرت خيراتهم ونمت أموالهم ، وأصبحت حالهم كلها حسنة.
(فَأَخَذْناهُمْ بَغْتَةً) : أنزلنا بهم العقوبة فجأة.
معنى الآيتين :
على إثر بيان قصص خمسة أنبياء ذكر تعالى سنته في الأمم السابقة ليكون ذلك عظة لكفار قريش ، وذكرى للمؤمنين فقال تعالى : (وَما أَرْسَلْنا فِي قَرْيَةٍ) (١) أي في أهل قرية والمراد بالقرية الحاضرة والعاصمة من كبريات المدن حيث الكبراء والرؤساء من نبي من الأنبياء والمرسلين فكذبوه قومه وردوا دعوته مصرين على الشرك والضلال إلا أخذ الله تعالى أهل تلك المدينة بألوان من العذاب التأديبى كالقحط والجوع وشظف العيش ، والأمراض والحروب المعبر عنه بالبأساء والضراء. رجاء أن يرجعوا إلى الحق بعد النفور منه ، وقبوله بعد الإعراض عنه ثم يغير تعالى ما بهم من بأساء وضراء إلى يسر ورخاء ، وعافية وهناء فتكثر أموالهم وأولادهم ويعظم سلطانهم ، ويقولون عند ما يوعظون ويذكرون ليتوبوا فيؤمنوا ويتقوا : (قَدْ مَسَّ آباءَنَا الضَّرَّاءُ وَالسَّرَّاءُ) (٢) أي الخير والشر وما هناك ما تخوفوننا به إنما هي الأيام هكذا دول يوم عسر وآخر يسر وبذلك يحق عليهم العذاب فيأخذهم الجبار عزوجل فجأة (٣) (وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ) فيتم هلاكهم ويمسون حديث عبرة لمن بعدهم عذاب في الدنيا ، وعذاب في الآخرة وعذاب الآخرة أشد وأبقى.
هداية الآيتين
من هداية الآيتين :
١ ـ بيان سنة الله تعالى في الأمم السابقة.
__________________
(١) في الجملة إضمار تقديره : وما أرسلنا في قرية من نبي فكذّب أهلها إلّا أخذناهم وهو مبسوط في التفسير مبيّن غاية البيان والجملة معطوفة على جملة : (وَإِلى مَدْيَنَ أَخاهُمْ شُعَيْباً).
(٢) أي : فنحن مثلهم.
(٣) أي : بغتة ليكون أكثر حسرة.