شرح الكلمات :
(مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) : هي نفس آدم عليهالسلام.
(وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) : أي خلق منها زوجها وهي حواء خلقها من ضلع آدم الأيسر.
(لِيَسْكُنَ إِلَيْها) : أي ليألفها ويأنس بها لكونها من جنسه.
(فَلَمَّا تَغَشَّاها) : أي وطئها.
(فَمَرَّتْ بِهِ) : أي ذاهبة جائية تقضى حوائجها لخفت الحمل في الأشهر الأولى.
(فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) (١) : أي أصبح الحمل ثقيلا في بطنها.
(لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً) : أي ولدا صالحا ليس حيوانا بل إنسانا.
(جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) : أي سموه عبد الحارث وهو عبد الله جل جلاله.
(فَتَعالَى اللهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) : أي أهل مكة حيث أشركوا في عبادة الله أصناما.
(وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى) : أي الأصنام لا يتبعوكم.
معنى الآيات :
يقول تعالى لأولئك السائلين عن الساعة عنادا ومكابرة من أهل الشرك هو أي الله (الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها) الإله المستحق للعبادة لا الأصنام والأوثان ، فالخالق لكم من نفس واحدة وهي آدم وخلق منها زوجها حواء هو المستحق للتأليه والعبادة. دون غيره من سائر خلقه. وقوله (لِيَسْكُنَ إِلَيْها) : علة لخلقه زوجها منها ، إذ لو كانت من جنس آخر لما حصلت الألفة والأنس بينهما وقوله (فَلَمَّا تَغَشَّاها) أي للوطء ووطئها (حَمَلَتْ (٢) حَمْلاً خَفِيفاً ، فَمَرَّتْ (٣) بِهِ) لخفته (فَلَمَّا أَثْقَلَتْ) أي أثقلها الحمل
__________________
(١) قال الفقهاء كمالك : إذا بلغ الحمل ستة أشهر أصبحت الحامل مريضة فلا يصح لها أن تهب من مالها أكثر من الثلث ، ومثلها من دخل معركة القتال ، وكذا المريض الشديد المرض ، والمحبوس للقتل ليس لهم من هبة إلّا ما كان الثلث فأقل.
(٢) كل ما كان في البطن أو على رأس النخلة أو الشجرة فهو حمل بفتح الحاء وكل ما كان على رأس أو ظهر إنسان أو حيوان فهو حمل بكسر الحاء.
(٣) فمرت به لخفّته فلم تتفطّن له ولم تفكر في شأنه ومعنى أثقلت أي صارت ذات ثقل من أثقل المريض فهو مثقل فأثقلت صارت مثقلة.