الْأَذْقانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (٨) وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (٩) وَسَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (١٠) إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتى وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا وَآثارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ (١٢))
شرح الكلمات :
(يس) : هذا أحد الحروف المقطعة يكتب هكذا يس ، ويقرأ هكذا ياسين والله أعلم بمراده به.
(وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ) : أي ذي الحكمة إذ وضع القرآن كل شيء في موضعه فهو لذلك حكيم ومحكم أيضا بعجيب النظم وبديع المعاني.
(إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ) : أي يا محمد من جملة الرسل الذين أرسلناهم إلى أقوامهم.
(عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) : أي طريق مستقيم الذي هو الإسلام.
(تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ) : أي القرآن (١) تنزيل العزيز في انتقامه ممن كفر به الرحيم بمن تاب إليه.
(ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) : أي لم ينذر آباؤهم إذ لم يأتهم رسول من فترة طويلة.
(فَهُمْ غافِلُونَ) : أي لا يدرون عاقبة ما هم فيه من الكفر والضلال ، ولا يعرفون ما ينجيهم من ذلك وهو الإيمان وصالح الأعمال.
(لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلى أَكْثَرِهِمْ) : أي وجب عليهم العذاب فلذا هم لا يؤمنون.
(إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ أَغْلالاً) : أي جعلنا أيديهم مشدودة إلى أعناقهم بالأغلال.
(فَهِيَ إِلَى الْأَذْقانِ) : أي أيديهم مجموعة إلى أذقناهم ، والأذقان جمع ذقن وهو مجمع اللحيين.
(فَهُمْ مُقْمَحُونَ) : أي رافعو رؤوسهم لا يستطيعون خفضها ، فلذا هم لا يكسبون بأيديهم خيرا ، ولا يذعنون برؤوسهم إلى حق.
__________________
(١) هذا على قراءة أهل المدينة وهي رفع تنزيل. أما على قراءة النصب فالتقدير أقرأ تنزيل العزيز الرحيم أو أمدح تنزيل.