ذبحه ابراهيم وترك اسماعيل (١) وقوله (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) أي أبقينا عليه ثناء عاطرا وذكرا حسنا فيمن جاء بعده من الأمم والشعوب. (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ) أي سلام من الله على ابراهيم (كَذلِكَ) أي كذلك الجزاء الذي جزى به الله تعالى ابراهيم على إيمانه وهجرته وصبره وطاعته يجزي المحسنين وقوله (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ) وفي هذا ثناء عاطر على المؤمنين ، وقوله (وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) وهذا يوم جاءه الضيف من الملائكة وهم في طريقهم إلى المؤتفكات قرى قوم لوط ، وذلك بعد أن بلغ من العمر عتيا وامرأته سارة كذلك إذ قالت ساعة البشرى (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهذا بَعْلِي شَيْخاً) وعجبا لمن يقول إن الذبيح اسحق وليس اسماعيل ، وقوله تعالى (وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ) أي وباركنا عليه بتكثير ذريّته وذريّة اسحاق حتى إن عامة الأنبياء من بعدهما من ذريّتهما. وقوله تعالى (وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما) أي ابراهيم واسحق (مُحْسِنٌ) أي مؤمن صالح (وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ) بالشرك والمعاصي.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ فضل الهجرة في سبيل الله وأن أول هجرة كانت في الأرض هي هجرة ابراهيم من العراق إلى الشام.
٢ ـ بيان أن الذبيح هو اسماعيل وليس هو اسحق كما يقول البعض وكما يدعي اليهود.
٣ ـ وجوب بر الوالدين وطاعتهما في المعروف.
٤ ـ فضل ابراهيم وعلو مقامه وكرامته عند ربّه.
٥ ـ فضل الإحسان وجزاء المحسنين.
(وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلى مُوسى وَهارُونَ (١١٤) وَنَجَّيْناهُما وَقَوْمَهُما مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (١١٥) وَنَصَرْناهُمْ فَكانُوا هُمُ الْغالِبِينَ (١١٦) وَآتَيْناهُمَا الْكِتابَ الْمُسْتَبِينَ (١١٧) وَهَدَيْناهُمَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (١١٨) وَتَرَكْنا
__________________
(١) ضعّف القرطبي رواية الرجل الذي نادى رسول الله صلىاللهعليهوسلم قائلا يا ابن الذبيحين فضحك صلىاللهعليهوسلم فلا أرى وجها صحيحا لتضعيفها إذ صح أن الذبيح الأول هو اسماعيل والثاني عبد الله الوالد إذ كل منهما أريد ذبحه والله فداه ولله الحمد والمنة.