(وَأَنْتُمْ سامِدُونَ) (١) ساهون لاهون تغنون وتلعبون. ويلكم أنقذوا أنفسكم (فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) ، (٢) فإنه لا نجاة لكم من العذاب الأليم إلا بالاطراح بين يديه اسلاما له وخضوعا. تعبدونه بتوحيده في عبادته ، وتسلمون له قلوبكم ووجوهكم فلا يكون لكم غير الله مألوها ومعبودا تعظمونه وتحبونه وتتقربون إليه بفعل محابه وترك مكاره.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان قرب الساعة وخفاء ساعتها عن كل خلق الله حتى تأتى بغتة.
٢ ـ ذمّ الضحك مع الانغماس في الشهوات.
٣ ـ الترغيب في البكاء من خشية الله.
٤ ـ كراهية الغناء واللهو واللعب.
٥ ـ مشروعية السجود عند تلاوة هذه الآية لمن يتلوها ولمن يستمع لها ، وهي من عزائم السجدات في القرآن الكريم ، ومن خصائص هذه السجدة أن المشركين سجدوها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حول الكعبة كما في الصحيح.
سورة القمر
مكية
وآياتها خمس وخمسون آية
(اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ (١) وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ (٢) وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْواءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ (٣) وَلَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِيهِ مُزْدَجَرٌ (٤) حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَما تُغْنِ النُّذُرُ
__________________
(١) السمود : الغناء بلغة حمير والمعنى : فرحون بأنفسكم تتغنون بالأغاني لقلة اكتراثكم بما تسمعون من القرآن ، وفعله : سمد يسمد والأمر : اسمدلنا أي غن لنا.
(٢) جائز أن يراد بالسجود : الصلاة والعبادة والتوحيد إذ كانت الصلاة يومئذ قد فرضت ، وجائز أن يكون المراد بالسجود الخضوع لله والإذعان له بالإيمان والتوحيد بعد ترك الشرك والكفر ، وصح أن النبي صلىاللهعليهوسلم لما قرأ هذه السورة سجد فسجد المشركون بسجوده متأثرين بما أسمعهم الشيطان من مدح آلهتهم بقوله : تلك الغرانيق العلا .. وإن شفاعتهن لترتجى.