وقوله تعالى : (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌ) أي لم يجامعهن فيفتض بكارتهن إنس ولا جان من قبل أزواجهن في الجنة (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ؟) والجواب : لا بشيء من آلاء ربنا نكذب ربنا فلك الحمد.
وقوله تعالى : (مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ (١) خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ) أي متكئين على رفرف خضر والرفرف جمع رفرفة أي على وسائد أو بسط خضر ، (٢) وعبقريّ حسان أي على طنافس (٣) ذات خمل دقيق. (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) بنعم الدنيا أم بنعم البرزخ أم بنعم الآخرة لا بشيء من آلاء ربنا نكذب.
وقوله تعالى : (تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) أي تبارك اسم ربك أي تقدس وكثرت بركات اسم ربك الرحمن ذي الجلال أي العظمة والإكرام لأوليائه وصالحى عباده.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان أن نعيم الآخرة أعظم وأجل من نعم الدنيا.
٢ ـ فضيلة التمر والرمان فلنبحث منافعهما فإن الحقيقة بنت البحث.
٣ ـ فضل المرأة المقصورة في بيتها وذم الولاجة الخراجة كما قال ابن عباس رضى الله عنهما.
٤ ـ بيان أن الجن يدخلون الجنة ويسعدون فيها.
٥ ـ البركة تنال ببسم الله الرحمن الرحيم.
سورة الواقعة
مكية
وآياتها ست وتسعون آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا (٤) وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا (٥) فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا (٦) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢))
__________________
(١) الرفرف : اسم جمع رفرفة ، وهي ما يبسط على الفراش للنوم عليه ، ويغلب عليها اللون الأخضر ، ولذلك شبه ذو الرمة الرياض بالبسط العبقرية في قوله :
حتى كأن رياض القف ألبسها |
|
من وشي عبقر تجليل وتنجيد |
وكانت الثياب الخضر. عزيزة إذ هي لباس الملوك والكبراء. قال النابعة :
يصون أجسادا قديما نعيمها |
|
بخالصة الأردان خضر المناكب |
(٢) العبقري : وصف لكل ما كان فائقا في صفته عزيز الوجود وهو نسبة إلى عبقر اسم بلاد الجن في معتقد العرب فنسبوا إليه كل ما تجاوز العادة في الإتقان والحسن ، ومنه قول الرسول صلىاللهعليهوسلم في رؤياه لعمر : (فلم أر عبقريا يفري فريه).
(٣) جمع طنفسة وهي البساط ذو الخمل ، و (حِسانٍ) جمع حسناء ، وهو وصف لعبقري لأنه اسم جمع.