المقدر للخلق الباريء له (الْمُصَوِّرُ) له في الصورة التى أراد أن يوجده عليها. (لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) وهي مائة اسم الا اسما واحدا كما أخبر بذلك رسول الله صلىاللهعليهوسلم في صحيح البخارى وأسماؤه متضمنة صفاته وكل أسمائه حسنى وكل صفاته عليا منزه عن صفات المحدثين (يُسَبِّحُ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) من مخلوقات وكائنات أي ينزهه ويقدسه عما لا يليق به ويدعوه ويرغب إليه في بقائه وكمال حياته. (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) الغالب على أمره الحكيم في تدبير ملكه.
هداية الآيات
من هداية الآيات :
١ ـ بيان ما حواه القرآن من العظات والعبر ، والأمر والنهى والوعد والوعيد الأمر الذي لو أن جبلا ركب فيه الإدراك والتمييز كالإنسان ونزل عليه القرآن لخشع وتصدع من خشية الله.
٢ ـ استحسان ضرب الأمثال للتنبيه والتعليم والإرشاد.
٣ ـ تقرير التوحيد ، وأنه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
٤ ـ إثبات أسماء الله تعالى ، وأنها كلها حسنى ، وأنها متضمنة صفات عليا.
٥ ـ ذكر أسمائه تعالى تعليم لعباده بها ليدعوه بها ويتوسلوا بها إليه.
سورة الممتحنة (١)
مدنية وآياتها ثلاث عشرة آية
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغاءَ مَرْضاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وَما أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ (١) إِنْ
__________________
(١) قال القرطبي : المشهور في اسم هذه السورة أنه الممتحنة بكسر الحاء اسم فاعل ، وهو الذي جزم به السّهيلي ، والمراد من الممتحنة الآية التي في هذه السورة إذ بها تمتحن المرأة التي تجيء مهاجرة من بلادها وتترك زوجها. والآية هي قوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَ) الخ ورجح الحافظ ابن حجر فتح الحاء باسم المفعول أي : المرأة الممتحنة.