من القبيلة (وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنْجِيهِ) لنتصور عذابا يود المجرم من خوفه منه أن يفتدي بكل شيء في الأرض كيف يكون؟ ومن هنا يرى القريب قريبه ولا يسأله عن حاله لانشغال نفسه عن نفس غيره. وقوله تعالى (كَلَّا) (١) أي لا قرابة يومئذ تنفع ولا فداء يقبل (إِنَّها) أي جهنم (لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى) أي لجلدة الرأس ولكل عضو غير قاتل للإنسان إذا نزع منه. (تَدْعُوا) أي جهنم المسماة لظى تدعو تنادي إلي إلي يا (مَنْ أَدْبَرَ) عن طاعة الله ورسوله وتركها ظهره فلم يلتفت إليها (وَتَوَلَّى) عن الإيمان فلم يطلبه تكميلا له ليصبح إيمانا يحمله على الطاعات (وَجَمَعَ) الأموال فأوعاها في أوعية (٢) ولم يؤد منها الحقوق الواجبة فيها من زكاة وغيرها إذ في المال حق غير الزكاة. ومن دعته جهنم دفع إليها دفعا كما قال تعالى (يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا) نعوذ بالله من جهنم وموجباتها من الشرك والمعاصي.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ حرمة سؤال العذاب فإن عذاب الله لا يطاق ولكن تسأل الرحمة والعافية.
٢ ـ وجوب الصبر على الطاعة وعلى البلاء فلا تسخط ولا تجزع.
٣ ـ تقرير عقيدة البعث والجزاء.
٤ ـ عظم هول الموقف يوم القيامة وصعوبة الحال.
٥ ـ التنديد بالمعرضين عن طاعة الله ورسوله الجامعين للأموال المشتغلين بها حتى سلبتهم الإيمان والعياذ بالله فأصبحوا يشكون في الله وآياته ولقائه.
(إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً (١٩) إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً (٢٠) وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً (٢١) إِلاَّ الْمُصَلِّينَ (٢٢) الَّذِينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (٢٣) وَالَّذِينَ فِي أَمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (٢٤) لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (٢٥) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (٢٦) وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (٢٧) إِنَّ عَذابَ
__________________
(١) (كَلَّا) حرف ردع وإبطال لكلام سابق.
(٢) ومنه الحديث لا توعي فيوعى عليك أي لا تمسكي عن الإنفاق فيمسك عليك.