(٩) وَإِذَا الْجِبالُ نُسِفَتْ (١٠) وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ (١١) لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ (١٢) لِيَوْمِ الْفَصْلِ (١٣) وَما أَدْراكَ ما يَوْمُ الْفَصْلِ (١٤) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (١٥))
شرح الكلمات :
(وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) : المرسلات الرياح الطيبة والعرف المتتابعة.
(فَالْعاصِفاتِ عَصْفاً) : فالرياح الشديدة الهبوب المضرة لشدتها.
(وَالنَّاشِراتِ نَشْراً) : الرياح تنشر المطر وتفرقه في السماء نشرا.
(فَالْمُلْقِياتِ ذِكْراً) : أي فالملائكة تلقى بالوحي على الأنبياء للتذكير به.
(عُذْراً أَوْ نُذْراً) : أي للاعذار بالنسبة إلى أقوام أو إنذار بالنسبة إلى آخرين.
(إِنَّما تُوعَدُونَ لَواقِعٌ) : أي انما توعدون أيها الناس لكائن لا محالة.
(فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) : أي محى نورها وذهبت.
(وَإِذَا السَّماءُ فُرِجَتْ) : أي انشقت وتصدعت.
(وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) : أي نسفت فإذا هي هباء منبث مفرق هنا وهناك.
(وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ) : أي جمعت لوقت حدد لها لتحضر فيه.
(لِيَوْمِ الْفَصْلِ) : أي اليوم الذي يفصل الله تعالى فيه بين الخلائق.
معنى الآيات :
قوله تعالى (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً) (١) هذا بداية قسم لله تعالى أقسم فيه بعدة أشياء من مخلوقاته ولله أن يقسم بما شاء ، والحكمة من الإقسام أن تسكن النفوس للخبر وتطمئن إلى صدق المخبر فيه وبذلك يحصل الغرض من إلقاء الخبر على السامعين والمقسم به هنا المرسلات وهي الرياح المتتابعة الطيبة العذبة والعاصفات (٢) منها وهي الشديدة الهبوب التي قد تعصف بالأشجار وتقتلعها وبالمباني وتهدمها (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً) وهي الرياح المعتدلة التي تنشر السحاب وتفرقه أو تسوقه
__________________
(١) روى البخاري عن ابن عباس قال قرأت سورة والمرسلات عرفا فسمعتني أم الفضل (امرأة العباس) فبكت وقالت : بني أذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ بها في صلاة المغرب.
(٢) العصف : قوة هبوب الريح ، والنشر : ضد الطي واستعمل في الإظهار والإيضاح. والعصف حالة المضرة والنشر حالة النفع جائز أن يراد بالمرسلات والعاصفات والناشرات الملائكة وكونها الرياح أظهر في التفسير وهو اختيار ابن جرير.