(فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) (١) ينكر عليهم مسلكهم الشائن في تكذيب رسوله محمد صلىاللهعليهوسلم واتهامه بالسحر ، والقرآن بالشعر والكهانة والأساطير. وقوله (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعالَمِينَ) أي ما القرآن الكريم إلا ذكر للعالمين من الإنس والجن يذكرون به خالقهم ورازقهم ومحييهم ومميتهم وما له عليهم من حق العبادة وواجب الشكر ويتعظون به فيخافون ربهم فلا يعصونه بترك فرائضه عليهم ولا بارتكاب ما حرمه عليهم وقوله تعالى (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) على منهاج الحق فيتحرى الحق أولا ويؤمن به ويعمل بمقتضاه ثانيا. ولما سمع أبو جهل هذه الآية (لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ) قال الأمر إلينا إن شئنا استقمنا وإن شئنا لم نستقم. أنزل تعالى قوله (وَما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ يَشاءَ اللهُ رَبُّ الْعالَمِينَ) فاكبت اللعين فاعلم أن من شاء الاستقامة من العالمين لم يشأها إلا بعد أن شاءها الله تعالى له ولو لم يشأها الله تعالى والله ما شاءها العبد أبدا إذ مشيئة الله سابقة لمشيئة العبد ، وفي كل ما يشاؤه الإنسان فإن مشيئة الله سابقة لمشيئته لأن الإنسان عبد والله رب والرب لا مشيئة تسبق مشيئته.
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ مشروعية الإقسام بالله تعالى وأسمائه وصفاته.
٢ ـ تقرير الوحي وإثبات النبوة المحمدية.
٣ ـ بيان صفات جبريل الكمالية الأمانة ، القوة ، علو المكانة ، الطاعة ، الكرم.
٤ ـ براءة الرسول مما اتهمه به المشركون.
٥ ـ بيان أن مشيئة الله سابقة لمشيئة العبد. فلا يقع في ملك الله تعالى إلا ما يريد.
سورة الانفطار
مكية وآياتها تسع عشرة آية
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (١) وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ (٢) وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ (٣) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (٤) عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ
__________________
(١) (فَأَيْنَ) الفاء لتفريع التوبيخ اين اسم استفهام عن المكان والاستفهام إنكاري.