(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩))
شرح الكلمات :
(أَفْلَحَ) : أي فاز بأن نجا من النار ، ودخل الجنة.
(مَنْ تَزَكَّى) : أي تطهر بالإيمان وصالح الأعمال بعد التخلي عن الشرك والمعاصي.
(وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ) : أي في كل أحايينه عند الأكل وعند الشرب وعند النوم وعند الهبوب منه وفي الصلاة وخارج الصلاة من تسبيح وتحميد وتهليل وتكبير.
(فَصَلَّى) : أي الصلوات الخمس والنوافل من رواتب وغيرها.
(تُؤْثِرُونَ) : أي تقدمون وتفضلون الدنيا على الآخرة.
(إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الْأُولى) : أي إن هذا وهو قوله قد أفلح إلى قوله وأبقى.
(صُحُفِ إِبْراهِيمَ) : إذ كانت عشر صحف.
(وَمُوسى) : أي توراته.
معنى الآيات :
قوله تعالى (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) يخبر تعالى بفلاح عبد مؤمن زكى نفسه (١) أي طهرها بالإيمان وصالح الأعمال ، وذكر اسم ربه على كل أحايينه عند القيام من النوم عند الوضوء بعد الوضوء في الصلاة وبعد الصلاة وعند الأكل والشرب وعند اللباس فلا يخلو من ذكر الله ساعة فصلى الصلوات الخمس وصلى النوافل. ومعنى الفلاح الفوز والفوز هو النجاة من المرهوب والظفر بالمرغوب المحبوب. والمراد منه في الآية النجاة من النار ودخول الجنة لآية آل عمران (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فازَ). وقوله تعالى (بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَياةَ الدُّنْيا) أيها الناس أي تفضلونها على الآخرة فتعملون لها وتنسون الآخرة فلا تقدمون لها شيئا.
__________________
(١) قوله (تَزَكَّى) فيه معنى المعالجة وهي أنه عمل على تزكية نفسه بإبعادها عما يخبثها من الشرك والآثام ، ثم بتحليتها بالعبادات المزكية لها وهي الإيمان وصالح الأعمال.