شرح الكلمات :
(هَلْ أَتاكَ) : أي قد جاءك.
(الْغاشِيَةِ) : أي القيامة وسميت الغاشية لأنها تغشى الناس بأهوالها.
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ) : أي يوم إذ تقوم الساعة.
(خاشِعَةٌ) : أي ذليلة أطلق الوجوه وأراد أصحابها.
(عامِلَةٌ ناصِبَةٌ) : أي ذات نصب وتعب بالسلاسل والأغلال وتكليف شاق الأعمال.
(تَصْلى ناراً حامِيَةً) : ترد هذه الوجوه نارا حامية قد اشتدت حرارتها.
(تُسْقى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ) : أي بلغت أناها من الحرارة يقال أني الحميم إذا بلغ منتهاه.
(إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ) : أي أخبث طعام وأنتنه ، وضريع الدنيا نبت يقال له الشبرق لا ترعاه الدواب لخبثه.
(وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناعِمَةٌ) : أي حسنة نضرة.
(لِسَعْيِها راضِيَةٌ) : أي لعملها الصالحات في الدنيا راضية في الآخرة لما رأت من ثوابها.
(لاغِيَةً) : أي كلمة لاغية من اللغو والباطل.
(وَأَكْوابٌ) : أقداح لا عرا لها موضوعة على حافة العين للشرب.
(وَنَمارِقُ مَصْفُوفَةٌ) : أي ومساند جمع نمرقة مصفوفة الواحدة إلى جنب الأخرى للاستناد إليها.
(وَزَرابِيُّ مَبْثُوثَةٌ) : أي بسط وطنافس لها خمل وما لا خمل لها يسمى سجادة ومعنى مبثوثة مفروشة هنا وهناك مبسوطة.
معنى الآيات :
قوله تعالى (هَلْ أَتاكَ (١) حَدِيثُ الْغاشِيَةِ) (٢) هذا خطاب من الله تعالى لرسوله محمد صلىاللهعليهوسلم يقول له فيه هل أتاك نبأ الغاشية وخبرها العظيم وحديثها المهيل المخيف إن لم يكن أتاك فقد أتاك الآن إنه حديث القيامة التي تغشي الناس بأهوالها وصعوبة مواقفها واشتداد أحوالها وإليك عرضا سريعا لبعض ما يجري فيها : (وُجُوهٌ (٣) يَوْمَئِذٍ) تغشاهم الغاشية (خاشِعَةٌ) ذليلة (ناصِبَةٌ) أي
__________________
(١) افتتح تعالى هذه السورة بالاستفهام بهل المفيد لمعنى قد التي هي للتحقيق من أجل التشويق إلى ما يخبر به لما فيه من العلم والمعرفة وما يحوي من موعظة كبرى.
(٢) (الْغاشِيَةِ) : القيامة علم لها بالغلبة واشتق لها هذا الاسم من الغشيان الذي هو التغشيان الذي هو التغطية إذ هي تغطي الناس بأهوالها وتذهل عقولهم وتغطيها.
(٣) هذه الجملة بيان لجملة حديث الغاشية بينها بذكر أحوالها وأهوالها إذ المقصود العبرة وتقرير البعث الذي أنكره المشركون وذكر الوجوه كناية عن أصحابها إذ يطلق الوجه ويراد به الذات.