[ليس الغني عن كثرة العرض ولكن (١) الغني غني النفس] هذه ثلاث منن إلهية وما أعظمها والمنة تتطلب شكرا والله يزيد على الشكر ومن هنا أرشد الله تعالى رسوله إلى شكر تلك النعم ليزيده عليها فقال فأما (فَأَمَّا الْيَتِيمَ (٢) فَلا تَقْهَرْ) لا تقهره بأخذ ماله أو إذلاله أو أذاه ذاكرا رعاية الله تعالى لك أيام يتمك. (وَأَمَّا السَّائِلَ) وهو الفقير المسكين وذو الحاجة يسألك ما يسد خلته فاعطه ما وجدت عطاء أو رده بكلمة طيبة تشرح صدره وتخفف ألم نفسه ولا تنهره بزجر عنيف ولا بقول غير لطيف ذاكرا ما كنت عليه من حاجة وما كنت تشعر به من احتياج (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ (٣) فَحَدِّثْ) أي اشكر نعمة الإيمان والإحسان والوحي والعلم والفرقان وذلك بالتحدث بها ابلاغا وتعليما وتربية وهداية فذاك شكرها والله يحب الشاكرين هكذا أدب الله جل جلاله رسوله وخليله فأكمل تأديبه وأحسه
هداية الآيات :
من هداية الآيات :
١ ـ الدنيا لا تخلو من كدر وصدق الله العظيم (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي كَبَدٍ).
٢ ـ بيان علو المقام المحمدي وشرف مكانته.
٣ ـ مشروعية التذكير بالنعم والنقم حملا للعبد على الصبر والشكر.
٤ ـ وجوب شكر النعم بصرفها في مرضاة المنعم عزوجل. (٤)
٥ ـ تقرير معنى الحديث (إذا أنعم الله تعالى على عبد نعمة أحب أن يرى أثرها عليه)
سورة الشرح
مكية وآياتها ثمانى آيات
(بسم الله الرحمن الرحيم)
(أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (١) وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ (٢) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (٣) وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ (٤))
(فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٥) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً (٦) فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (٧) وَإِلى رَبِّكَ فَارْغَبْ (٨))
__________________
(١) مخرج في الصحيحين.
(٢) في الصحيح : أنا وكافل اليتيم له أو لغيره كهاتين.
(٣) روى أبو داود والترمذي وصححه قوله صلىاللهعليهوسلم لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
(٤) في الصحيحين : عن أنس أن المهاجرين قالوا يا رسول الله ذهب الأنصار بالأجر كله قال : لا ما دعوتم لهم وأثنيتم عليهم ، هذه الأحاديث دالة على وجوب شكر المنعم عزوجل بحمده والثناء عليه ، وأن شكر ذي النعمة من الناس كذلك ولو بالدعاء له والثناء عليه.