كلمتهم ضدّ أعداء الإسلام إن شاء الله تعالى.
ونقول في هذا الصدد : لمّا كان جميع طوائف المسلمين ينتهون إلى مدرستين (٢) : مدرسة الإمامة ومدرسة الخلافة ، بحثت في الكتاب :
أولا ـ عن رأي المدرستين في الصّحابة وعدالتهم ، لأنّهم من سبل الوصول إلى سنّة الرسول (ص). وترى مدرسة الخلافة أنّهم جميعا عدول لا يتطرّق الشّكّ إلى عدالة أيّ واحد منهم ، ويصحّ أخذ الحديث من جميعهم. وترى المدرسة الأخرى أنّ في الصحابة البرّ التّقي الّذي يؤخذ منه الحديث ، وفيهم من وصمه الله في كتابه بالنفاق وقال : (وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ) التوبة / ١٠١.
هكذا درست أدلّة الطّرفين في هذا الباب بتجرّد علميّ ، ثمّ بحثت عن رأي المدرستين في الإمامة والخلافة وأدلّتهما في ما ارتأتا ، لأنّ الخلفاء الأربعة الأوائل لدى إحداهما من سبل الوصول إلى الشّريعة الإسلامية وتروي في حقّهم عن الرسول (ص) أنّه قال : «خذوا بسنّتي وسنّة الخلفاء الراشدين من بعدي وعضّوا عليها بالنواجذ» ، ثمّ إنّها تتّخذ من اجتهاداتهم مصدرا للشّريعة الإسلاميّة (٣).
وكذلك الأئمة الاثنا عشر لدى مدرسة أهل البيت (ع) فإنّهم يرونهم من سبل الوصول إلى الشريعة الإسلاميّة ويأخذون منهم كلّ ما يروون عن الرّسول (ص) من أحكام بلا ترديد. فلا بدّ مع هذا من تمحيص أدلّة الطرفين في هذا السبيل.
ثانيا ـ درست بحوث المدرستين في مصادر الشّريعة الإسلاميّة بكلّ أمانة
__________________
(٢) سيأتي بيانه في بداية البحوث ، إن شاء الله تعالى.
(٣) يأتي بحث نقد الحديث ودراسة مواقفهم من اجتهادات مجتهدي مدرسة الخلفاء في الجزء الثاني في باب : بحوث المدرستين حول مصادر الشريعة الإسلامية ، إن شاء الله تعالى.