خالد وعبادة في روايات سيف ، تخيّله سيف : يزيد بن أسيد الغسّاني ، وهذا الاسم من مختلقات سيف من الرواة (١٢).
ومهما تكن حال الرواة الّذين رووا أمثال هذه الروايات ، وكائنين من كانوا ، فإنّ الواقع التاريخيّ يناقض ما ذكروا ؛ فقد روى صاحب الأغاني وقال :
أسلم امرؤ القيس على يد عمر وولّاه قبل أن يصلي لله ركعة واحدة (١٣).
وتفصيل الخبر في رواية بعدها عن عوف بن خارجة المرّي قال :
والله إنّي لعند عمر بن الخطاب (رض) في خلافته ، إذ أقبل رجل أفحج (١٤) أجلح أمعر يتخطّى رقاب الناس حتى قام بين يدي عمر ، فحيّاه بتحيّة الخلافة.
فقال له عمر : فمن أنت؟
قال : أنا امرؤ نصرانيّ ، أنا امرؤ القيس بن عدي الكلبي.
فعرفه عمر ، فقال له : فما تريد؟
قال : الإسلام.
فعرضه عليه عمر ، فقبله. ثمّ دعا له برمح فعقد له على من أسلم بالشّام من قضاعة(١٥). فأدبر الشّيخ واللّواء يهتزّ على رأسه ـ الحديث (١٦).
__________________
(١٢) راجع مخطوطة (رواة مختلقون) للمؤلّف وكتاب عبد الله بن سبأ ط. بيروت سنة ١٤٠٣ ه ١ / ١١٧.
(١٣) الأغاني ، ط. ساسي ، ١٤ / ١٥٨.
(١٤) الأفحج : من تدانت صدور قدميه وتباعد عقباه. والأجلح : الّذي انحسر شعره عن جانبي رأسه. والأمعر: قليل الشعر.
(١٥) قضاعة : قبائل كبيرة ، منهم قبائل حيدان وبهراء وبلى وجهينة ، ترجمتهم في جمهرة أنساب ابن حزم ص ٤٤٠ ـ ٤٦٠. وكانت ديارهم في الشحر ثمّ في نجران ثمّ في الشّام ، فكان لهم ملك ما بين الشام والحجاز إلى العراق ، راجع مادة قضاعة ، معجم قبائل العرب ٣ / ٩٥٧.
(١٦) الأغاني ، ط. ساسي ١٤ / ١٥٧ ، وأوجزه ابن حزم في جمهرة أنساب العرب ص ٢٨٤.