ويخالفه ـ أيضا ـ ما في قصّة تأمير علقمة بن علاثة الكلبي بعد ارتداده ، وقصّته كما في الأغاني والإصابة (١٧) بترجمته ما يلي :
أسلم علقمة على عهد رسول الله وأدرك صحبته. ثمّ ارتدّ على عهد أبي بكر. فبعث أبو بكر إليه خالدا ففرّ منه.
قالوا : ثمّ رجع فأسلم.
وفي الإصابة :
شرب الخمر على عهد عمر ، فحدّه ، فارتدّ ولحق بالروم. فأكرمه ملك الروم ، قال له : أنت ابن عمّ عامر بن الطفيل. فغضب وقال : لا أراني أعرف إلّا بعامر (١٨). فرجع وأسلم.
وفي الأغاني والإصابة ـ واللفظ للأوّل ـ :
لمّا قدم علقمة بن علاثة المدينة وكان قد ارتدّ عن الإسلام ، وكان لخالد بن الوليد صديقا ، فلقيه عمر بن الخطاب (رض) في المسجد في جوف اللّيل ، وكان عمر (رض) يشبه بخالد ، فسلّم عليه وظنّ أنه خالد.
فقال له : عزلك؟
قال : كان ذلك.
__________________
(١٧) ترجمته في الإصابة ٢ / ٤٩٦ ـ ٤٩٨ ، والأغاني ، ط. ساسي ١٥ / ٥٦ ، وقصة تنافر علقمة وعامر في الأغاني ١٥ / ٥٠ ـ ٥٥ ، وفي جمهرة ابن حزم ص ٢٨٤.
(١٨) وقعت منافرة بين علقمة وعامر ذكرها الأخباريون ، قال في الأغاني ، ط. ساسي ١٥ / ٥٠ : انّ علقمة كان قاعدا ذات يوم يبول ، فبصر به عامر ، فقال : لم أر كاليوم عورة رجل أقبح ....
فقال علقمة : أما والله ما وثبت على جاراتها ولا تنازل كناتها ، يعرض بعامر ....
فقال عامر : والله لأنا أكرم منك حسبا وأثبت منك نسبا ....
فقال علقمة : لأنا خير منك ليلا ونهارا.
فقال عامر : لأنا أحبّ إلى نسائك ـ إلى آخر القصة ، في الأغاني ، وترجمة علقمة في الإصابة.
قال المؤلف :
ولذلك أنف علقمة من أن يكرم لأنه ابن عمّ عامر ويشتهر ذلك عنه.