قال : والله ما هو إلا نفاسة عليك وحسدا لك.
فقال له عمر : فما عندك معونة على ذلك؟
قال : معاذ الله ، إنّ لعمر علينا سمعا وطاعة وما نخرج إلى خلافه.
فلمّا أصبح عمر (رض) أذن للنّاس ، فدخل خالد وعلقمة. فجلس علقمة إلى جنب خالد ، فالتفت عمر إلى علقمة فقال له :
إيه يا علقمة ، أنت القائل لخالد ما قلت؟
فالتفت علقمة إلى خالد ، فقال :
يا أبا سليمان أفعلتها؟
قال : ويحك! والله ما لقيتك قبل ما ترى ، وإنّي أراك لقيت الرجل.
قال : أراه والله.
ثم التفت إلى عمر (رض) فقال :
يا أمير المؤمنين! ما سمعت إلّا خيرا.
قال : أجل ، فهل لك أن أوّليك حوران (١٩)؟
قال : نعم.
فولّاه إياها فمات بها ، فقال الحطيئة يرثيه ـ الحديث.
وزاد في الإصابة :
فقال عمر : لأن يكون من ورائي على مثل رأيك أحبّ إليّ من كذا وكذا.
* * *
كان ما نقلناه هو الواقع التاريخيّ غير أن علماء مدرسة الخلفاء استندوا إلى ما رووا واكتشفوا ممّا رووا ضابطة لمعرفة صحابة رسول الله (ص) وأدخلوا
__________________
(١٩) حوران : كورة واسعة من أعمال دمشق ذات قرى كثيرة ومزارع. معجم البلدان ٢ / ٣٥٨.