زنديق ، وذلك أنّ الرسول حقّ ، والقرآن حقّ ، وما جاء به حقّ ، وإنّما أدّى ذلك إلينا كلّه الصّحابة ، وهؤلاء يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنّة ، والجرح بهم أولى وهم زنادقة) (٧).
كان هذا رأي مدرسة الخلفاء في عدالة الصّحابة ، وفي ما يلي رأي مدرسة أهل البيت (ع) في ذلك.
رأي مدرسة أهل البيت (ع) في عدالة الصّحابة
ترى مدرسة أهل البيت تبعا للقرآن الكريم : أنّ في الصّحابة مؤمنين أثنى عليهم الله في القرآن الكريم وقال في بيعة الشجرة مثلا : (لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ ما فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) الفتح / ١٨. فقد خصّ الله الثّناء بالمؤمنين ممّن حضروا بيعة الشجرة ولم يشمل المنافقين الّذين حضروها مثل عبد الله بن أبيّ وأوس بن خولي (٨).
وكذلك تبعا للقرآن ترى فيهم منافقين ذمّهم الله في آيات كثيرة مثل قوله تعالى :
(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرابِ مُنافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلى عَذابٍ عَظِيمٍ) التوبة / ١٠١.
__________________
(٧) الإصابة ١ / ١٨. وأبو زرعة : هو عبيد الله بن عبد الكريم بن يزيد. قال ابن حجر في تقريب التهذيب ٢ / ٥٣٦ الترجمة ١٤٧٩ : إمام حافظ ثقة مشهور من الطبقة الحادية عشرة من الرواة. مات سنة أربع وستّين ومأتين ، وروى عنه من أصحاب الصحاح مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة.
أقول : لست أدري ما ذا يقول الإمام أبو زرعة في حقّ المنافقين من أصحاب رسول الله (ص).
(٨) راجع خبر بيعة الشجرة بيعة الرضوان في مغازي الواقدي ص ٦٠٤. وإمتاع الاسماع للمقريزي ص ٢٩١.