وفيهم من أخبر الله عنهم بالإفك ، أي من رموا فراش رسول الله (ص) بالإفك (٩) ـ نعوذ بالله من هذا القول ـ وفيهم من أخبر الله عنهم بقوله : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً) الجمعة / ١١. وكان ذلك عند ما كان رسول الله قائما في مسجده يخطب خطبة الجمعة.
وفيهم من قصد اغتيال رسول الله في عقبة هرشى عند رجوعه من غزوة تبوك (١٠) ، أو من حجّة الوداع (١١).
وإنّ التشرف بصحبة النبيّ (ص) ليس أكثر امتيازا من التشرف بالزواج بالنبيّ (ص) ، فإن مصاحبتهن له كانت من أعلى درجات الصحبة ، وقد قال الله تعالى في شأنهن :
(يا نِساءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضاعَفْ لَهَا الْعَذابُ ضِعْفَيْنِ وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صالِحاً نُؤْتِها أَجْرَها مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنا لَها رِزْقاً كَرِيماً يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ ...) الأحزاب / ٣٠ ـ ٣٢.
وقال في اثنتين منهنّ :
(إِنْ تَتُوبا إِلَى اللهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ) ـ إلى قوله تعالى : ـ
__________________
(٩) إشارة إلى قصة الإفك التي نزلت في شأنها الآيات ١١ ـ ١٧ من سورة النور في براءة أمّ المؤمنين عائشة عمّا رميت به كما روتها هي ، أو في براءة مارية عما رميت به على قول غيرها ، كما في الجزء الثاني من أحاديث أمّ المؤمنين عائشة.
(١٠) مسند أحمد ٥ / ٣٩٠ و ٤٥٣. وراجع صحيح مسلم ٨ / ١٢٢ ـ ١٢٣ ، باب صفات المنافقين. ومجمع الزوائد ١ / ١١٠ و ٦ / ١٩٥. ومغازي الواقدي ٣ / ١٠٤٢. وإمتاع الأسماع للمقريزي ص ٤٧٧ ، وفي تفسير ، (وَهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا) الآية ٧٤ من سورة التوبة بتفسير الدر المنثور للسيوطي ٣ / ٢٥٨ ـ ٢٥٩.
(١١) ورد في أحاديث الشيعة أنّ ذلك كان عند مرجعه من حجّة الوداع وبمناسبة واقعة غدير خم بأرض الجحفة. راجع البحار ، ط. المكتبة الإسلامية بطهران سنة ١٣٩٢ ه ، ٢٨ / ٩٧