(ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صالِحَيْنِ فَخانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيا عَنْهُما مِنَ اللهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَتَ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ... وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ ...) التحريم من أوّل السورة إلى آخرها.
ومنهم من أخبر عنهم الرسول (ص) في قوله عن يوم القيامة :
«وإنّه يجاء برجال من أمّتي ، فيؤخذ بهم ذات الشمال ، فأقول : يا ربّ أصيحابي. فيقال : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول كما قال العبد الصالح : (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ) المائدة / ١١٧. فيقال : إنّ هؤلاء لم يزالوا مرتدّين على أعقابهم منذ فارقتهم» (١٢)
وفي رواية :
«ليردنّ عليّ ناس من أصحابي الحوض حتّى عرفتهم اختلجوا دوني ، فأقول : أصحابي. فيقول : لا تدري ما أحدثوا بعدك» (١٣).
وفي صحيح مسلم :
ليردنّ عليّ الحوض رجال ممّن صاحبني حتّى إذا رأيتهم ورفعوا إليّ اختلجوا دوني ، فلأقولنّ : أي ربّ أصيحابي. فليقالنّ لي : إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (١٤).
__________________
(١٢) صحيح البخاري ، كتاب التفسير ، تفسير سورة المائدة ، باب وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلمّا توفيتني ، وكتاب الأنبياء ، باب واتّخذ الله إبراهيم خليلا. والترمذي ، أبواب صفة القيامة ، باب ما جاء في شأن الحشر ، وتفسير سورة طه.
(١٣) البخاري ، كتاب الرقاق ، باب في الحوض ، ٤ / ٩٥ ، وراجع كتاب الفتن ، باب ما جاء في قول الله تعالى : (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ ...) الأنفال / ٢٥. منه. وابن ماجة ، كتاب المناسك ، باب الخطبة يوم النحر ، ح ٥٨٣٠. وراجع مسند أحمد ١ / ٤٥٣ و ٣ / ٢٨ و ٥ / ٤٨.
(١٤) صحيح مسلم كتاب الفضائل ، باب إثبات حوض نبينا ، ٤ / ١٨٠٠ ح ٤٠.