فتلي عليه في المسجد :
(وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ) (٨).
وقال العبّاس بن عبد المطلب : إنّ رسول الله قد مات وإنّي رأيت في وجهه ما لم أزل أعرفه في وجوه بني عبد المطّلب عند الموت ، وقال : هل عند أحدكم عهد من رسول الله (ص) في وفاته فليحدّثنا؟ قالوا : لا. فقال : اشهدوا أيّها الناس أنّ أحدا لا يشهد على رسول الله بعهد عهد إليه في وفاته ... (٩).
فما زال عمر يتكلّم حتّى ازبدّ شدقاه (١٠) ، حتّى جاء الخليفة أبو بكر من السنح وتلا : (وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) ـ الآية.
فقال عمر : هذا في كتاب الله؟ قال : نعم. فسكت عمر (١١).
السّقيفة وبيعة أبي بكر
اجتمعت الأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وتبعهم جماعة من المهاجرين ،
__________________
(٨) رواه ابن سعد في طبقاته ٢ / ق ٢ / ٥٧ ، وفي كنز العمّال ٤ / ٥٣ ح ١٠٩٢. وابن كثير في ٥ / ٢٤٣ من تاريخه. ورواه الأميني في غديره عن شرح المواهب للزرقاني ٨ / ٢٨١. وراجع ابن ماجة ح ٦٢٧. والآية : ١٤٤ من سورة آل عمران.
(٩) رواه ابن سعد في طبقاته ٢ / ق ٢ / ٥٧. وابن كثير في تاريخه ٥ / ٢٤٣. وفي السيرة الحلبية ٣ / ٣٩٠ ـ ٣٩١. وكنز العمال ٤ / ٥٣ ، ح ١٠٩٢. والتمهيد للباقلاني ص ١٩٢ ـ ١٩٣.
(١٠) أنساب الأشراف ١ / ٥٦٧ ، وابن سعد ٢ / ق ٢ / ٥٣. وكنز العمّال ٤ / ٥٣. وتاريخ الخميس ٢ / ١٨٥. والسيرة الحلبية ٣ / ٣٩٢.
(١١) الطبقات لابن سعد ٢ / ق ٢ / ٥٤. والطبري ١ / ١٨١٧ ـ ١٨١٨. وابن كثير ٥ / ٢٤٣. والسيرة الحلبية ٣ / ٣٩٢. وابن ماجة ، ح ١٦٢٧. وإنّ هذه الآية الّتي قرأها على عمر هي التي كان ابن أمّ مكتوم قد قرأها عليه قبل ذلك. وكان التشكيك في موت الرسول يوم وفاته من خصائص الخليفة عمر بن الخطاب ، فإنّ أصحاب السير والمؤرّخين لم يذكروا هذا التشكيك عن غيره.