عديّ (١٨) من بني العجلان (١٩).
تكلّم أبو بكر ـ بعد أن منع عمر عن الكلام ـ فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ ذكر سابقة المهاجرين في التصديق بالرّسول دون جميع العرب ، وقال : (فهم أول من عبد الله في الأرض وآمن بالرسول ، وهم أولياؤه وعشيرته وأحقّ الناس بهذا الأمر من بعده ، ولا ينازعهم ذلك إلا ظالم). ثمّ ذكر فضيلة الأنصار ، وقال : (فليس بعد المهاجرين الأوّلين عندنا بمنزلتكم ، فنحن الأمراء ، وأنتم الوزراء).
فقام الحباب بن المنذر (٢٠) وقال : يا معشر الأنصار املكوا عليكم أمركم فإن الناس في فيئكم وفي ظلّكم ، ولن يجترئ مجترئ على خلافكم ، ولا تختلفوا فيفسد عليكم رأيكم ، وينتقض عليكم أمركم. فإن أبى هؤلاء إلّا ما سمعتم ، فمنّا أمير ومنهم أمير.
فقال عمر : هيهات! لا يجتمع اثنان في قرن ... والله لا ترضى العرب أن يؤمّروكم ونبيّها من غيركم ، ولكنّ العرب لا تمتنع أن تولّي أمرها من كانت النبوة فيهم ، وولي أمورهم منهم. ولنا بذلك على من أبى الحجّة
__________________
ـ عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي : شهد العقبة وبدرا وما بعدها ، وتوفي في خلافة عمر وبترجمته في النبلاء : أنّه كان أخا الخليفة عمر. وقال عمر على قبره : «لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يقول: أنا خير من صاحب هذا القبر». الاستيعاب ٣ / ١٧٠ والإصابة ٣ / ٤٥ وأسد الغابة ٤ / ١٥٨.
(١٨) عاصم بن عدي بن الجدّ بن العجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام البلويّ العجلاني ، حليف الأنصار وكان سيد بني عجلان. شهد أحدا وما بعدها. توفي سنة ٤٥ هجرية. الاستيعاب ٣ / ١٣٣. والإصابة ٢ / ٢٣٧. وأسد الغابة ٣ / ٧٥.
(١٩) سيرة ابن هشام ٤ / ٣٣٩.
(٢٠) الحباب بن المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري ، شهد بدرا وما بعدها ، وتوفّي في خلافة عمر. الاستيعاب بهامش الإصابة ١ / ٣٥٣. والإصابة ١ / ٣٠٢. وأسد الغابة ١ / ٣٦٤. ونسبه في جمهرة ابن حزم ص ٣٥٩.