ورسوله (٣).
ثم يجدّد الله دين الإسلام بإرسال نبيّ جديد ينسخ بعض الشّعائر والطقوس الّتي لامسها التّحريف. ولمّا أرسل الله خاتم أنبيائه محمدا (ص) بالقرآن ، أنزل فيه أصول الإسلام من عقائد وأحكام في آيات محكمة وأوحى إليه تفصيل ما أنزل في القرآن ليبيّن للنّاس ما نزّل إليهم (٤) ، فعلّمهم الرسول شرائع الإسلام من كيفيّة ركعات الصّلاة وتعدادها ، وما يمسكون عنه في الصّوم وشرائطه ، والطّواف وأشواطه وبدايته ونهايته ، إلى غيرها من أحكام واجبة ومستحبّة ومحرّمة ، فتكوّن منها لدى المسلمين الحديث النبويّ الشّريف. وكذلك جعل الله تجسيد الإسلام في سيرة رسول الله (ص) وأمر النّاس باتّباعه في قوله تعالى : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب / ٢١.
وسمّي مجموع السّيرة والحديث النبوي في الشرع الإسلامي بالسنّة ، وأمرنا الله ورسوله باتّباع سنّة الرسول (ص) (٥).
__________________
(٣) قال الله سبحانه : (وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتابِ وَما هُوَ مِنَ الْكِتابِ ، وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَما هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) آل عمران / ٧٨.
وقال : (أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) البقرة / ٧٥.
وراجع الآيات : البقرة / ٤٢ و ١٤٦ و ١٥٩ و ١٧٤ ، وآل عمران / ١٨٧ ، والنساء / ٤٦ ، والمائدة / ١٣ ـ ١٥ ، ٤١ ، ٥٩ ـ ٦١.
(٤) قال سبحانه : (وَأَنْزَلْنا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل / ٤٤.
(٥) أمر الله في آية : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) بالاقتداء بسيرة الرسول (ص) ، وفي آية : (ما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا) الحشر / ٧ ، أمر بالعمل بحديث الرسول (ص) والسنّة عبارة عنها.