بعد دفن الرسول (ص)
اندحر سعد ومرشّحوه ، وبقي عليّ وجماعته ـ بعد أن أصبحوا أقلّية ـ يتناحرون وحزب أبي بكر الظافر وكلّ يجتهد في جلب الأنصار لحوزته. قال الزبير بن بكار في الموفّقيات : لمّا بويع أبو بكر واستقرّ أمره ، ندم قوم كثير من الأنصار على بيعته ولام بعضهم بعضا ، وذكروا عليّ بن أبي طالب وهتفوا باسمه (٤٩).
قال اليعقوبي (٥٠) :
وتخلّف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين والأنصار ومالوا مع عليّ بن أبي طالب ، منهم العبّاس بن عبد المطّلب والفضل بن العبّاس ، والزبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو (٥١) ، وسلمان الفارسيّ ، وأبو ذر الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، والبراء بن عازب (٥٢) ،
__________________
(٤٩) الموفقيات ص ٥٨٣.
(٥٠) في تاريخه ٢ / ١٢٤ ـ ١٢٥. والسّقيفة لأبي بكر الجوهري حسب رواية ابن أبي الحديد ٢ / ١٣ ، والتفصيل في ١ / ٧٤ منه. وبلفظ قريب منه في الإمامة والسياسة ١ / ١٤.
(٥١) المقداد بن الأسود الكندي : هو ابن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن عامر بن مطرود البهراني. أصاب دما في قومه ، فلحق بحضرموت ، فحالف كندة ، وتزوّج امرأة ، فولدت له المقداد. فلمّا كبر المقداد ، وقع بينه وبين أبي شمر بن حجر الكندي ، فضرب رجله بالسيف ، وهرب إلى مكّة فحالف الأسود بن عبد يغوث الزّهري فتبنّاه الأسود ، فصار يقال له : المقداد بن الأسود الكندي. فلمّا نزلت : (ادْعُوهُمْ لِآبائِهِمْ) الأحزاب / ٥. قيل له : المقداد بن عمرو. وقال الرسول : «إن الله عزوجل أمرني بحبّ أربعة من أصحابي وأخبرني أنه يحبّهم.» فقيل : من هم؟ فقال : «عليّ والمقداد وسلمان وأبو ذرّ». توفّي سنة ٣٣ ه. الاستيعاب بهامش الاصابة ٣ / ٤٥١. والإصابة ٣ / ٤٣٣ ـ ٤٣٤.
(٥٢) أبو عمرو البراء بن عازب بن الحارث بن عدي بن جشم بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي : كان ممّن استصغره الرسول يوم بدر ورده. وغزا مع الرسول ١٤ غزوة وشهد مع عليّ الجمل وصفين والنّهروان. سكن الكوفة وابتنى بها دارا وتوفّي بها في إمارة مصعب بن الزبير. الاستيعاب بهامش الاصابة ١ / ١٤٣ ـ ١٤٤. والإصابة ١ / ١٤٦