البلاذري وقال : بعث أبو بكر عمر بن الخطّاب إلى عليّ ـ رضي الله عنهم ـ حين قعد عن بيعته وقال : ائتني به بأعنف العنف. فلمّا أتاه جرى بينهما كلام ، فقال : احلب حلبا لك شطره ؛ والله ما حرصك على إمارته اليوم إلّا ليؤثرك غدا ـ الحديث (٦٤).
قال أبو بكر في مرض موته : (أما إنّي لا آسي على شيء من الدّنيا إلّا على ثلاث فعلتهن ، وددت أنّي تركتهن ـ إلى قوله ـ : فأمّا الثلاث الّتي فعلتها فوددت أنّي لم أكشف بيت فاطمة عن شيء ، وإن كانوا قد أغلقوه على الحرب) (٦٥).
وفي اليعقوبي : (وليتني لم أفتّش بيت فاطمة بنت رسول الله وأدخله الرجال ولو كان أغلق على حرب) (٦٦).
وقد عدّ المؤرّخون في الرجال الّذين أدخلوا بيت فاطمة بنت رسول الله كلّا من :
١) عمر بن الخطاب. |
٢) خالد بن الوليد (٦٧). |
__________________
(٦٤) أنساب الأشراف ١ / ٥٨٧.
(٦٥) الطبري ٢ / ٦١٩ (وط. أوربا ١ / ٢١٤٠) عند ذكره وفاة أبي بكر. ومروج الذّهب ١ / ٤١٤ ، وابن عبد ربّه ٣ / ٦٩ عند ذكره استخلاف أبي بكر لعمر. والكنز ٣ / ١٣٥. ومنتخب الكنز ٢ / ١٧١. والإمامة والسياسة ١ / ١٨ ، والكامل للمبرّد حسب رواية ابن أبي الحديد ١ / ١٣٠ ـ ١٣١. وقد ذكر أبو عبيد في الأموال ص ١٣١ قول أبي بكر هكذا : (أما الثلاث الّتي فعلتها فوددت أني لم أكن فعلت كذا وكذا ـ لخلّة ذكرها ـ قال أبو عبيد : لا أريد ذكرها). انتهى. وأبو بكر الجوهري برواية النهج ٩ / ١٣٠. ولسان الميزان ٤ / ١٨٩. وراجع ترجمة أبي بكر في ابن عساكر ومرآة الزّمان لسبط ابن الجوزي. وتاريخ الذّهبي ١ / ٣٨٨.
(٦٦) تاريخ اليعقوبي ٢ / ١١٥.
(٦٧) أبو سليمان خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي ، وأمّه : لبابة بنت الحارث بن الحزن الهلالية أخت ميمونة زوجة النبيّ ، وكانت إليه أعنّة الخيل في الجاهلية. هاجر بعد الحديبية وشهد فتح مكّة ، وأمّره أبو بكر على الجيوش ، وكان يقال له : سيف الله ، وتوفي بحمص أو بالمدينة. سنة ٢١ أو ٢٢ ه. الاستيعاب ١ / ٤٠٥ ـ ٤٠٨.