وهكذا أكمل الله تبليغ الإسلام إلينا في القرآن والسنّة النبويّة ، وتوفّي الرسول (ص) بعد أن أخبر أمّته وحذّرها بأنّه يجري في هذه الأمّة ما جرى في الأمم السّابقة حذو النعل بالنعل والقذّة بالقذّة ، وأنّه لو دخل من الأمم السّابقة أحدهم في جحر ضبّ لدخل من هذه الأمّة أحدهم كذلك في جحر ضبّ (٦).
* * *
وكان من أمر التحريف في هذه الأمّة أنّ الله سبحانه وتعالى حفظ القرآن من أن تناله يد التّحريف وقال : (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
__________________
(٦) تجد تفصيل الأحاديث الواردة في هذا الشّأن في البحث الخامس من البحوث التمهيديّة بالجزء الثاني من «خمسون ومائة صحابيّ مختلق». وراجع ـ أيضا ـ نصوص الأحاديث في المصادر التالية :
أ ـ إكمال الدين للصّدوق ص ٥٧٦ ، وروى المجلسي عنه في البحار ٨ / ٣ ، وفي تفسير الآية : (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) في كلّ من مجمع البيان للطبرسي. وجلاء الأذهان لكازر.
ب ـ صحيح البخاري ، كتاب الأنبياء ، باب ما ذكر عن بني إسرائيل ٢ / ١٧١ ، ح ٣ ، وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة باب قول النبي (ص) : «لتتّبعنّ سنن من كان قبلكم ـ الحديث» ٤ / ١٧٦ ، ح ١ و ٢.
وفتح الباري بشرح البخاري ١٧ / ٦٣ و ٦٤.
ج ـ صحيح مسلم بشرح النّووي ١٦ / ٢١٩ كتاب العلم.
د ـ صحيح الترمذي ٩ / ٢٧ ـ ٢٨ و ١٠ / ١٠٩.
ه ـ سنن ابن ماجة ح ٣٩٩٤.
و ـ مسند الطيالسي ح ١٣٤٦ و ٢١٧٨.
ز ـ مسند أحمد ٢ / ٣٢٧ و ٣٦٧ و ٤٥٠ و ٥١١ و ٥٢٧ و ٣ / ٨٤ و ٩٤ و ٤ / ١٢٥ و ٥ / ٢١٨ و ٣٤٠.
ح ـ مجمع الزوائد ٧ / ٢٦١ عن الطبراني.
ط ـ كنز العمّال ١١ / ١٢٣ عن الطبراني في الأوسط والحاكم في المستدرك.
ي ـ في تفسير الآية : (وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا) من سورة آل عمران في الدرّ المنثور للسيوطي عن المستدرك للحاكم.