ما صنع أبو الحسن إلّا ما كان ينبغي له ، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم عليه (٨٩)
ولقد أشار معاوية إلى هذا وإلى ما نقلناه عن اليعقوبي قبله في كتابه إلى عليّ :
وأعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار ويداك في يدي ابنيك الحسن والحسين يوم بويع أبو بكر الصدّيق ، فلم تدع أحدا من أهل بدر والسّوابق إلّا دعوتهم إلى نفسك ، ومشيت إليهم بامرأتك ، وأدللت إليهم بابنيك ، واستنصرتهم على صاحب رسول الله ، فلم يجبك منهم إلّا أربعة أو خمسة ، ولعمري لو كنت محقّا لأجابوك ، ولكنّك ادّعيت باطلا ، وقلت ما لا يعرف ، ورمت ما لا يدرك. ومهما نسيت فلا أنسى قولك لأبي سفيان لمّا حرّكك وهيّجك : لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم (٩٠).
وروى معمّر عن الزّهري عن أمّ المؤمنين عائشة في حديثها عما جرى بين فاطمة وأبي بكر حول ميراث النبيّ (ص) قالت :
فهجرته فاطمة ، فلم تكلّمه حتّى توفّيت وعاشت بعد النبيّ (ص) ستّة أشهر. فلمّا توفيت دفنها زوجها ، ولم يؤذن بها أبا بكر وصلّى عليها. وكان لعليّ من الناس وجه حياة فاطمة ، فلمّا توفّيت فاطمة انصرفت وجوه الناس عن عليّ. ومكثت فاطمة ستّة أشهر بعد رسول الله (ص) ثمّ توفّيت. قال معمّر :
فقال رجل للزّهري : أفلم يبايعه عليّ ستّة أشهر؟
__________________
(٨٩) أبو بكر الجوهري في كتابه السقيفة برواية ابن أبي الحديد ٦ / ٥ ـ ٢٨ ، ط. المصرية وابن قتيبة ١ / ١٢.
(٩٠) ابن أبي الحديد ٢ / ٦٧. وصفّين لنصر بن مزاحم ص ١٨٢.