قال : لا (٩١) ، ولا أحد من بني هاشم حتّى بايعه عليّ. فلمّا رأى علي انصراف وجوه الناس عنه ضرع إلى مصالحة أبي بكر ـ الحديث (٩٢).
وقال البلاذري :
لمّا ارتدّت العرب ، مشى عثمان إلى عليّ فقال : يا ابن عمّ ، انّه لا يخرج أحد إلى قتال هذا العدوّ ، وأنت لم تبايع. فلم يزل به حتّى مشى إلى أبي بكر فبايعه. فسر المسلمون ، وجدّ الناس في القتال وقطعت البعوث (٩٣).
ضرع عليّ إلى مصالحة أبي بكر بعد وفاة فاطمة وانصراف وجوه الناس عنه ، غير أنّه بقي يشكو ممّا جرى عليه بعد وفاة النبيّ حتّى في أيّام خلافته. وذكر شكواه في خطبته المشهورة بالشّقشقيّة الّتي سنوردها في آخر هذا الباب.
__________________
(٩١) في تيسير الوصول ٢ / ٤٦ : (قال : لا والله ولا أحد من بني هاشم).
(٩٢) قد أوردت هذا الحديث مختصرا من كلّ من الطبري ٢ / ٤٤٨ (وط. أوربا ١ / ١٨٢٥). وصحيح البخاري ، كتاب المغازي ، باب غزوة خيبر ، ٣ / ٣٨. وصحيح مسلم ١ / ٧٢ ، و ٥ / ١٥٣ ، باب قول رسول الله : «نحن لا نورث ؛ ما تركناه صدقة» ، وابن كثير ٥ / ٢٨٥ ـ ٢٨٦ ، وابن عبد ربّه ٣ / ٦٤. وقد أورده ابن الأثير ٢ / ١٢٦ مختصرا. والكنجي في كفاية الطالب ص ٢٢٥ ـ ٢٢٦. وابن أبي الحديد ١ / ١٢٢. والمسعودي ٢ / ٤١٤ من مروج الذهب. وفي التنبيه والإشراف له ص ٢٥٠ : (ولم يبايع علي حتى توفيت فاطمة). والصواعق ١ / ١٢. وتاريخ الخميس ١ / ١٩٣. وفي الإمامة والسياسة ١ / ١٤ : أن بيعة علي كانت بعد وفاة فاطمة وأنها قد بقيت بعد أبيها ٧٥ يوما. وفي الاستيعاب ٢ / ٢٤٤ : أن عليّا لم يبايعه إلّا بعد موت فاطمة. وأبو الفداء ١ / ١٥٦. والبدء والتاريخ ٥ / ٦٦. وأنساب الأشراف ١ / ٥٨٦. وفي أسد الغابة ٣ / ٢٢٢ بترجمة أبي بكر : (كانت بيعتهم بعد ستّة أشهر على الأصحّ). وقال اليعقوبي ٢ / ١٢٦ (لم يبايع علي إلّا بعد ستة أشهر) وفي الغدير ٣ / ١٠٢ عن الفصل لابن حزم ص ٩٦ ـ ٩٧ «وجدنا عليّا رضي الله عنه تأخر عن البيعة ستة أشهر».
(٩٣) انساب الاشراف ١ / ٥٨٧.