الكم نصحا) (١١٥).
كم من الفرق بين موقف أبي حفص هذا وموقفه من كتابة وصيّة الرسول (ص)!؟
الشّورى وبيعة عثمان
قال ابن عبد ربّه في العقد الفريد :
لمّا طعن الخليفة عمر قيل له : لو استخلفت. فقال :
لو كان أبو عبيدة بن الجراح حيّا لاستخلفته ، فإن سألني ربّي قلت : نبيّك يقول : إنّه أمين هذه الأمّة. ولو كان سالم مولى أبي حذيفة حيّا لأستخلفنّه ، فإن سألني ربّي قلت : سمعت نبيّك يقول : إنّ سالم ليحبّ الله حبّا لو لم يخف الله ما عصاه (١١٦).
وإنّهم قالوا له : يا أمير المؤمنين ، لو عهدت. فقال : لقد كنت أجمعت بعد مقالتي لكم أن أوّلي رجلا أمركم أرجو أن يحملكم على الحقّ ـ وأشار إلى عليّ ـ ثمّ رأيت أن لا أتحمّلها حيّا وميّتا ... الخ.
وروى البلاذري في أنساب الأشراف (١١٧) قال عمر : ادعوا لي عليّا وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرّحمن بن عوف وسعد بن أبي وقّاص. فلم يكلّم أحدا منهم غير عليّ وعثمان ، فقال : يا عليّ ، لعلّ هؤلاء سيعرفون لك قرابتك من النّبيّ (ص) وصهرك وما أنالك الله من الفقه والعلم ، فإن وليت هذا الأمر فاتّق الله فيه. ثمّ دعا عثمان وقال : يا عثمان ، لعلّ هؤلاء القوم يعرفون لك صهرك من رسول الله وسنّك ، فإن وليت هذا الأمر فاتّق الله
__________________
(١١٥) تاريخ الطبري ط. أوربا ١ / ٢١٣٨.
(١١٦) العقد الفريد ٤ / ٢٧٤ ، أوردناه ملخصا.
(١١٧) أنساب الأشراف ٥ / ١٦.