لَحافِظُونَ) الحجر / ٩ ، وقال : (لا يَأْتِيهِ الْباطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ) فصّلت / ٤٢.
وأمّا السنّة الّتي رويت لنا سيرة وحديثا في روايات كثيرة ، فإنّ الله لم يحفظها من التّحريف ، كما يتّضح ذلك جليّا في اختلاف الروايات النبويّة الّتي بأيدي جميع المسلمين اليوم ، ولتعارض بعضها مع بعض. وأدّى الاختلاف في الحديث الشريف إلى أن يهتمّ بعض العلماء بمعالجته ، وألّفوا كتبا مثل :
تأويل مختلف الحديث (٧) ، وبيان مشكل الحديث (٨) ، وبيان مشكلات الآثار (٩).
ومن جرّاء اختلاف الأحاديث ، اختلف المسلمون في فهم القرآن وتشتّت كلمتهم أبد الدهر. أضف إليه وجودهم في بيئات مختلفة ، ومعاشرتهم أهل الآراء والملل والنّحل الأخرى. كلّ ذلك أدّى إلى اختلاف رؤيتهم للإسلام ، وبادر بعضهم إلى تأويل الآيات الكريمة والصّحيح ممّا بأيديهم من الحديث الشّريف ، وفقا لرأيهم ورؤيتهم للإسلام. وأدّى بهم ذلك إلى القطيعة في ما بينهم وعدم استماع بعضهم إلى آراء الآخرين ، وإلى تكفير بعضهم بعضا.
كان ذلكم عوامل التّشويش الداخلي ، كما كان ثمّت عوامل خارجيّة عملت في الداخل بواسطة عملائها كالآتي ذكره :
عوامل التخريب الخارجي
من عوامل التّخريب والتّحريف في مصادر الدراسات الإسلاميّة (كتب
__________________
(٧) تأليف ابن قتيبة عبد الله بن مسلم (ت ٢٨٠ ه أو ٢٧٦ ه).
(٨) تأليف ابن فورك محمد بن الحسن (ت ٤٠٦ ه).
(٩) تأليف أبي جعفر أحمد بن محمد الأزدي المعروف بالطحاوي (ت ٣٣١ أو ٣٣٢ ه).