ولا تحمل آل أبي معيط على رقاب النّاس. ثمّ قال : ادعوا لي صهيبا. فدعي ، فقال : صلّ بالناس ثلاثا ، وليخل هؤلاء النفر في بيت ، فإذا اجتمعوا على رجل منهم ، فمن خالفهم فاضربوا رأسه. فلمّا خرجوا من عند عمر قال : إن ولّوها الأجلح سلك بهم الطريق (١١٨).
وفي الرّياض النّضرة ط ٢ بمصر ١٣٧٣ ه ، ٢ / ٩٥.
(لله درّهم إن ولّوها الأصيلع كيف يحملهم على الحقّ وإن كان السيف على عنقه. قال محمّد بن كعب : فقلت : أتعلم ذلك منه ولا تولّيه؟ فقال : إن تركتهم فقد تركهم من هو خير منّي).
روى البلاذري في أنساب الأشراف ٥ / ١٧ عن الواقدي بسنده ، قال : (ذكر عمر من يستخلف فقيل : أين أنت عن عثمان؟ قال : لو فعلت لحمل بني أبي معيط على رقاب الناس. قيل : الزّبير؟ قال : مؤمن الرضى ، كافر الغضب. قيل : طلحة؟ قال : أنفه في السّماء واسته في الماء. قيل : سعد؟ قال : صاحب مقنب (١١٩) ، قرية له كثير. قيل : عبد الرّحمن؟ قال : بحسبه أن يجري على أهل بيته).
وروى البلاذري في ج ٥ / ١٨ من أنساب الأشراف : أنّ عمر بن الخطّاب أمر صهيبا مولى عبد الله بن جدعان حين طعن أن يجمع إليه وجوه المهاجرين والأنصار. فلمّا دخلوا عليه قال : إنّي جعلت أمركم شورى إلى ستّة نفر من المهاجرين الأوّلين الّذين قبض رسول الله (ص) وهو عنهم راض ليختاروا أحدهم لإمامتكم ـ وسمّاهم ، ثمّ قال لأبي طلحة زيد بن سهل
__________________
(١١٨) وقريب منه ما في طبقات ابن سعد ج ٣ ق ١ ص ٢٤٧. وراجع ترجمة عمر من الاستيعاب ومنتخب الكنز ج ٤ ص ٤٢٩.
(١١٩) المقنب : جماعة من الخيل تجتمع للغارة.