الخزرجي : اختر خمسين رجلا من الأنصار يكونوا معك ، فإذا توفّيت فاستحثّ هؤلاء النفر حتّى يختاروا لأنفسهم وللأمّة أحدهم ولا يتأخّروا عن أمرهم فوق ثلاث. وأمر صهيبا أن يصلّي بالناس إلى أن يتّفقوا على إمام. وكان طلحة بن عبيد الله غائبا في ماله بالسراة (١٢٠) ، فقال عمر : إن قدم طلحة في الثلاثة الأيام ، وإلّا فلا تنتظروه بعدها وأبرموا الأمر واصرموه ، وبايعوا من تتّفقون عليه ، فمن خالف عليكم فاضربوا عنقه. قال : فبعثوا إلى طلحة رسولا يستحثّونه ويستعجلونه بالقدوم ، فلم يرد المدينة إلّا بعد وفاة عمر والبيعة لعثمان. فجلس في بيته وقال : أعلى مثلي يفتات! فأتاه عثمان ، فقال له طلحة : إن رددت أتردّه؟ قال : نعم. قال : فانّي أمضيته. فبايعه. وقريب منه ما في العقد الفريد ٣ / ٧٣.
وروى في ص ٢٠ منه ، قال :
فقال عبد الله بن سعد بن أبي سرح : ما زلت خائفا لأن ينتقض هذا الأمر حتّى كان من طلحة ما كان ، فوصلته رحم ولم يزل عثمان مكرما لطلحة حتّى حصر فكان أشدّ الناس عليه.
وروى البلاذري في ٥ / ١٨ من كتابه أنساب الأشراف بسند ابن سعد قال :
(قال عمر : ليتبع الأقل الأكثر ، فمن خالفكم فاضربوا عنقه).
وروى في ص ١٩ منه : عن أبي مخنف أنّه قال :
(أمر عمر أصحاب الشورى أن يتشاوروا في أمرهم ثلاثا ، فإن اجتمع اثنان على رجل واثنان على رجل ، رجعوا في الشورى ، فإن اجتمع أربعة على واحد وأباه واحد ، كانوا مع الأربعة ، وإن كانوا ثلاثة وثلاثة كانوا مع الثلاثة
__________________
(١٢٠) السراة : الجبل الذي فيه طرف الطائف ويقال لأماكن أخرى. معجم البلدان.