عن سعيد بن العاص ما خلاصته : أنّ سعيد بن العاص أتى الخليفة عمر يستزيده في الأرض ليوسّع داره ، فوعده الخليفة بعد صلاة الغداة وذهب معه حينئذ إلى داره. قال سعيد :
(فزادني وخطّ لي برجليه فقلت : يا أمير المؤمنين زدني فإنّه نبتت لي نابتة من ولد وأهل. فقال : حسبك واختبئ عندك ، إنّه سيلي الأمر من بعدي من يصل رحمك ويقضي حاجتك. قال : فمكثت خلافة عمر بن الخطاب حتّى استخلف عثمان وأخذها عن شورى ورضى فوصلني وأحسن وقضى حاجتي وأشركني في أمانته) (١٢١).
إذا فالخليفة عمر قد أنبأ سعيد بن العاص أنّه سيلي بعده ذو رحم سعيد وهو عثمان وطلب منه أن يخبئ الأمر عنده ؛ ويتّضح من هذه المحاورة أنّ أمر تولية عثمان الخلافة كان قد بتّ فيه في حياة الخليفة عمر ، وتعيين الستّة في الشّورى كان من أجل تمرير هذا الأمر بصورة مرضية لدى الجميع.
أمّا تعريض الإمام علي للقتل فممّا يدلّ عليه بالإضافة إلى ما مرّ ما رواه ابن سعد أيضا بترجمة سعيد بن العاص : أنّ عمر بن الخطاب قال لسعيد بن العاص : (ما لي أراك معرضا كأنّك ترى أنّي قتلت أباك؟ ما أنا قتلته ولكنّه قتله علي بن أبي طالب) (١٢٢) وكان قد قتله ببدر.
أليس في هذا القول تحريش على الإمام عليّ وإثارة للضغائن عليه.
الإمام علي (ع) يعلم بأنّ الخلافة زويت عنه
كان الإمام عليّ يعلم بأنّ الخلافة زويت عنه وإنّما اشترك معهم في
__________________
(١٢١) بترجمة سعيد بن العاص من الطّبقات ، ط. أوربا ٥ / ٢٠ ـ ٢٢.
(١٢٢) سعيد بن العاص بن سعيد بن أحيحة بن أميّة : توفي رسول الله (ص) وهو ابن تسع سنين أو نحوه طبقات ابن سعد ٥ / ٢٠ ـ ٢٢.